كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 480 @
الرأي لك ما رأيت ثم بايعوا مروان لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين وقال مروان حين بويع له
( لما رايت الأمرأمرا نهبا ... يسرت غسانا لهم وكلبا )
( والسكسكيين رجالا غلبا ... وطيئا يأباه إلا ضربا )
( والقين يمشي فى الحديد نكبا ... ومن تنوخ مشمخرا صعبا )
( لا يأخذون الملك إلا غصبا ... فإن دنت قيس فقل لا قربا ) خبيب بضم الخاء المعجمه وفتح الباء الموحدة وسكون الباء تحتها نقطتان وآخرة باء موحدة
$ ذكروقعة مرج راهط وقتل الضحاك والنعمان بن بشير $
ثم إن مروان لما بايعه الناس سار من الجابية إلى مرج راهط وبه الضحاك بن قيس ومعه ألف فارس وكان قد استمد الضحاك النعمان بن بشير وهو على حمص فأمده بشرحبيل بن ذي الكلاع واستمد أيضا زفر بن الحرث وهو على قنسرين فأمده بأهل قنسرين وأمده ناتل بأهل فلسطين فاجتمعوا عنده واجتمع على مروان كلب وغسان والسكاسك والسكون وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد وكان يزيد بن ابي الغمس الغساني مختفيا بدمشق لم يشهد الجابيه فغلب على دمشق وأخرج عامل الضحاك بن قيس وغلب على الخزائن وبيت المال وبايع لمروان وأمده بالأموال والرجال والسلاح فكان أول فتح على بني أمية وتحارب مروان والضحاك بمرج راهط عشرين ليلة واقتتلوا قتالا شديدا فقتل الضحاك قتله دحيه بن عبدالله وقتل معه ثمانون رجلا من أشراف أهل الشام وقتل أهل الشام مقتله عظيمة وقتلت قيس مقتلة لم يقتل مثلها فى موطن قط وكان فيمن قتل هانئ بن قبيصة النميري سيد قومه كان مع الضحاك قتله وازع بن ذؤالة الكلبي فلما سقط جريحا قال
( تعست ابن ذات النوف أجهز على امرئ ... يري الموت خيرا من فرار وألزما )
( ولا تتركني بالحشاشة إنني ... صبور إذا ما النكس مثلك أحجما )

الصفحة 480