كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 481 @
فعاد إليه وازع فقتله وكانت الوقعة فى المحرم سنة خمس وستين وقيل بل كانت فى آخر سنة أربع وستين ولما رأي مروان رأس الضحاك ساءه ذلك وقال الآن حين كبرت سني ودق عظمي وصرت فى مثل طم الحمار أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض ولما انهزم الناس من المرج لحقوا بأجنادهم فانتهى أهل حمص إلى ها وعليها النعمان بن بشير فلما بلغة الخبر خرج هاربا ليلا ومعه امرأته نائلة بنت عمارة الكلبية وثقله وأولاده فتحير ليلته كلها واصبح أهل حمص فطلبوه وكان الذي طلبه عمرو بن الجلي الكلاعي فقتله ورد أهله والرأس معه وجاءت كلب من أهل حمص فأخذوا نائلة وولدها معها ولما بلغت الهزيمة زفر بن الحارث الكلابي بقنسرين هرب منها فلحق بقرقيسيا وعليها عياض الحرسي كان يزيد ولاه إياها فطلب منه أن يدخل الحمام ويحلف له بالطلاق والعتاق على أنه لما يخرج من الحمام لا يقيم بها فأذن له فدخلها فغلب عليها وتحصن بها ولم يدخل حمامها فاجتمعت إلى ه قيس وهرب ناتل بن قيس الجذامي من فلسطين فلحق بابن الزبير بمكة واستعمل مروان بعده على فلسطين روح بن زنباع واستوثق الشام لمروان واستعمل عماله عليها وقيل إن عبيد بن زياد إنما جاء إلى بنى أمية وهم بتدمر ومروان يريد أن يسير إلى ابن الزبير ليبايعه ويأخذ منه الأمان لبني أمية فرده عن ذلك وأمره أن يسير بأهل تدمر إلى الضحاك فيقاتله ووافقه عمرو بن سعيد وأشار على مروان بأن يتزوج أم خالد بن يزيد ليسقط من أعين الناس فتزوجها وهي فاختة ابنة أبي هشام بن عتبة ثم جمع بني أمية فبايعوه وبايعه أهل تدمر وسار إلى الضحاك في جمع عظيم فخرج الضحاك إليه فتقاتلا فانهزم الضحاك ومن معه وقتل الضحاك وسار زفر بن الحرث الى قرقيسيا واجتمعت عليه قيس وصحبه فى هزيمته الى قرقيسيا شابان من بني سليم فجائت خيل مروان تطلبهم فقال الشابان لزفر انج بنفسك فإنا نحن نقتل فمضي زفر وتركهما فقتلا وقال زفر فى ذلك
( أريني سلاحي لا أبالك إنني ... أري الحرب لا تزداد إلا تماديا )

الصفحة 481