كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 484 @
( طرقت منيته وعند وساده ... كوب وزق راعف مرثوم )
( ومرنة تبكي على نشوانه ... بالصبح تقعد مرة وتقوم ) فلما أظهر شعره أظهر سلم موت يزيد بن معاوية بن يزيد ودعا الناس إلى البيعة على الرضا حتي يستقيم أمر الناس على خليفه فبايعوه ثم نكثوا به بعد شهرين وكان محسنا إليهم محبوبا فيهم فلما خلع عنهم استخلف عليهم المهلب بن أبي صفرة ولما كان بسرخس لقيه سليمان بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبه بن ربيعه فقال له ضاقت عليك نزار حتى خلفت على خراسان رجلا من اليمن يعني المهلب وكان أزديا والأزد من اليمن فولاه مرو الروذ والفارياب والطالقان والجوزجان وولي أوس بن ثعلبه بن زفر وهو صاحب قصر أوس بالبصرة هراة فلما وصل إلى نيسابور لقيه عبداللة بن خازم فقال من وليت خراسان فأخبرة فقال أما وجدت فى المصر من تستعمله حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل واليمن اكتب لي عهدا على خراسان فكتب له وأعطاه مائة ألف درهم وسار ابن خازم الى مرو وبلغ خبره المهلب فاقبل واستخلف رجلا من بني جشم بن سعد بن زياد مناة بن تميم فلما وصلها ابن خازم منعه الجشمي وجرت بينهما مناوشة فاصابت الجشمي رمية بحجر فى جبهته وتحاجزوا ودخلها ابن خازم ومات الجشمي بعد ذلك بيومين
ثم سار ابن خازم إلى سليمان بن مرثد بمرو الروذ فقاتله أياما فقتل سليمان ثم سار الى عمرو بن مرثد وهو بالطالقان فاقتتلوا طويلا فقتل عمرو بن مرثد وانهزم أصحابه فلحقوا بهراة بأوس بن ثعلبة ورجع ابن خازم إلى مرو وهرب من كان بمرو الروذ من بكر بن وائل إلى هراة وانضم إليها من كان بكور خراسان من بكر وكثر جمعهم وقالوا لأوس بن ثعلبة نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم وتخرج مضر من خراسان فأبي عليهم فقال له بنو صهيب وهم موالى بني جحدم لا نرضي أن نكون نحن فأبي عليهم فقال له بنو صهيب وهم موالى بني جحدم لا نرضي أن نكون نحن ومضر فى بلد واحد وقد قتلوا سليمان وعمرا ابني مرثد فإما أن تبايعنا على هذا وإلا بايعنا غيرك فأجابهم فبايعوه فسار إليهم ابن خازم فنزل على واد بينه وبين هراة فأشار

الصفحة 484