كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 485 @
البكريون بالخروج من هراة وعمل خندق فقال أوس بل نلزم المدينة فإنها حصينة ونطاول ابن خازم ليضجر ويعطينا ما نريد فأبوا عليه فخرجوا وخندقوا خندقا وقاتلهم ابن خازم نحو سنة وقال له هلال الضبي إنما تقاتل إخوتك وبني أبيك فإن نلت منهم الذي تريد فما في العيش خير فلو أعطيتهم شيئا يرضون به وأصلحت هذا الأمر وقال والله لو خرجنا لهم من خراسان ما رضوا قال هلال والله لا أقاتل معك أنا ولا رجل أو تطعيني حتي تعذر إليهم قال فأنت رسولي إليهم فأرضهم فأتي هلال أوس بن ثعلبة فناشده الله والقرابه فى نزار وأن يحفظ ولاءها فقال هل لقيت بني صهيب قال لا قال فالقهم قال فخرج فلقي جماعة من رؤساء أصحابه فأخبرهم ما أتي له فقالوا له هل لقيت بني صهيب فقال لقد عظم أمر بني صهيب عندكم فأتاهم فكلمهم فقالوا لولا أنك رسول لقتلناك قال فهل يرضيكم شئ قالوا واحدة من اثنتين اما أن تخرجوا من خراسان وإما إن تقيموا وتخرجوا لنا عن كل سلاح وكراع وذهب وفضة فرجع إلى ابن خازم فقال ما عندك فأخبره فقال إن ربيعة لم تزل غضابا على ربها منذ بعث نبيه من مضر وأقام من خازم يقاتلهم فقال يوما لأصحابه قد طال مقامنا وناداهم يا معشر ربيعة أرضيتم من خراسان بخندقكم فأحفظهم ذلك فتنادوا للقتال فنهاهم أوس بن ثعلبة عن الخروج بجماعتهم وأن يقاتلوا كما كانوا يقاتلون فعصوه فقال ابن خازم لأصحابه اجعلوه يومكم فيكون الملك لمن غلب وإذا لقيتم الخيل فاطعنوها فى مناخرها فاقتتلوا ساعة وانهزمت بكر بن وائل حتي انتهوا إلي خندقهم وتفرقوا يمينا وشمالا وسقط الناس فى الخندق وقتلوا قتلا ذريعا وهرب أوس بن ثعلبه الى سجستان فمات بها أو قريبا منها
وقتل من بكر يومئذ ثمانية آلاف وغلب ابن خازم على هراة واستعمل عليها ابنه محمدا وضم إليه شماس بن دثار العطاري وجعل بكير بن وشاح الثقفي على شرطته ورجع ابن خازم إلى مرو وأغارت الترك على قصر أسفاد وابن خازم على هراه وكان فيه ناس من الأزد فحصروهم فأرسلوا إلى ابن خازم فوجه إليهم زهير بن حيان فى بني تميم وقال له إياك مشاولة الترك إذا رأيتموهم فاحملوا عليهم فوافاهم

الصفحة 485