كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 486 @
فى يوم بارد فلما التقوا حمل عليهم فانهزمت الترك واتبعوهم حتي مضى عامة الليل فرجع زهير وقد يبست يده على رمحه من البرد فجعلوا يسخنون الشحم فيضعه على يده ودهنوه وأوقدوا له نارا فانتفخت يده ثم رجع إلى هراة فقال فى ذلك ثابت قطنة
( فدت نفسي فوارس من تميم ... على ما كان من ضنك المقام )
( بقصر الباهلي وقد أراني ... أحامي حين قل به المحامي )
( بسيفي بعد كسر الرمح فيهم ... أذودهم بذي شطب حسام )
( أكر عليهم اليحموم كرا ... ككر الشرب آنيه المدام )
( فلولا الله ليس له شريك ... وضربي قونس الملك الهمام )
( إذا فاضت نساء بني دثار ... أمام الترك بادية الخدام )
$ ذكر أمر التوابين $
قيل لما قتل الحسين ورجع ابن زياد من معسكرة بالنخيلة ودخل الكوفة تلاقته الشيعة بالتلاوة والمنادمة ورأت أن قد اخطات خطأ كبيرا بدعائهم الحسين وتركهم نصرتة وإجابته حتى قتل إلى جانبهم ورأوا أنه لا يغسل عارهم وإلاثم عليهم إلا قتل من قتله والقتل فيهم فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعي وكانت لة صحبة وإلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان من أصحاب علي وإلى عبدالله بن سعد بن نفيل الأزدي وإلى عبدالله بن وأل التيمي تيم بكر بن وائل وإلى رفاعة بن شداد البجلي وكانوا من خيار أصحاب علي فاجتمعوا فى منزل سليمان بن صرد الخزاعي فبدأهم المسيب بن نجبة فقال بعد حمد الله أما بعد فإنا ابتلينا بطول العمر والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا أن لا يجعلنا ممن يقول له غدا { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير } فإن أمير المؤمنين عليا قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة وليس فينا رجل إلا وقد بلغه وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا فوجدنا الله كاذبين فى كل موطن من مواطن ابن بنت نبيه وقد بلغنا قبل ذلك كتبه ورسله واعذر إلينا فسألنا نصره عودا وبدءا وعلانية فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا ولا جادلنا عنه بألسنتنا ولا قويناه بأموالنا ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربنا وعند لقاء

الصفحة 486