كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 487 @
نبينا وقد قتل فينا ولد حبيبه وذريته ونسله لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه أو تقتلوا فى طلب ذلك فعسي ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ولا أنا بعد لقائة لعقوبته بآمن أيها القوم ولوا عليكم رجلا منكم فإنه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه وراية تحفون بها
وقام رفاعة بن شداد وقال أما بعد فإن اللة قد هداك لأصوب القول وبدأت بأرشد الأمور بدعائك إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم فمسموع منك مستجاب الى قولك وقلت ولوا أمركم رجلا تفزعون إليه وتحفون برايته وقد رأينا مثل الذي رأيت فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا منتصحاوفي جماعتنا محبوبا ورأي اصحابنا ذلك ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله السابقة والقدم سليمان بن صرد الخزاعي المحمود فى بأسه ودينه الموثوق بحزمه وتكلم عبدالله بن سعد بنحو ذلك وأثنيا على المسيب وسليمان فقال المسيب قد أصبتم فولوا أمركم سليمان بن صرد فتكلم سليمان فقال بعد حمد الله أما بعد فإني لخائف أن لا يكون أخرنا إلى هذا الدهر الذي نكدت فيه المعيشة وعظمت فيه الرزية وشمل فيه الجور أولى الفضل من هذه الشيعة لما هو خير إنا كنا نمد اعناقنا الى قدوم أل بيت نبينا محمد النصر ونحثهم على القدوم فلما قدموا ونينا وعجزنا وأدهنا وتربصنا حتى قتل فينا ولد نبينا وسلالته وعصارته وبضعة من لحمة ودمه إذا جعل يستصرخ ويسأل النصف فلا يعطي اتخذه الفاسقون غرضا للنبل ودريئة للرماح حتى أقصدوه وعدوا عليه فسلبوه ألا انهضوا فقد سخط عليكم ربكم ولا ترجعوا الى الحلائل والابناء حتي يرضي الله والله ما أظنه راضيا دون أن تناجزوا من قتله ألا لا تهابوا الموت فما هابه احد قط إلا ذل وكونوا كبني اسرائيل إذ قال لهم نبيهم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ففعلوا وجثوا على الركب ومدوا الأعناق حين علموا أنهم لا ينجيهم من عظيم الذنب إلا القتل فكيف بكم لو دعيتم الى ما دعوا أحدوا السيوف وركبوا الأسنة وأعدوا لهم ما استطعتم من القوه ومن رباط الخيل حتى تدعوا وتستنفروا فقال خالد بن سعد بن نفيل أما أنا فوالله لو أعلم إنه ينجيني من ذنبي ويرضي ربي عني قتلي نفسي لقتلتها وأنا أشهد كل من حضر أن كل ما أصبحت أملكة سوي سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال

الصفحة 487