كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 488 @
الفاسقين قال أبو المعتمر بن حنش بن ربيعة الكناني مثل ذلك فقال سليمان حسبكم من أراد من هذا شيئا فليأت به عبدالله بن وأل التيمي فإذا اجتمع عنده كل ما تريدون اخراجه جهزنا به ذوي الخلة والمسكنة من أشياعكم وكتب سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة بن اليمان يعلمه بما عزموا عليه ويدعوه الى مساعدتهم ومن معه من الشيعة بالمدائن فقرأ سعد بن حذيفة الكتاب على من بالمدائن من الشيعة فأجابوا إلى ذلك فكتبوا إلى سليمان بن صرد يعلمونه أنهم على الحركة إليه والمساعدة له وكتب سليمان أيضا كتابا إلى المثني بن مخربة العبدي بالبصرة مثل ما كتب إلى سعد بن حذيفة فأجابه المثني اننا معشر الشيعة حمدنا الله على ما عزمتم عليه ونحن موافوك إن شاء الله للأجل الذي ضربت وكتب فى أسفل الكتاب
( تبصر كأني قد أتيتك معلما ... على أتلع الهادي أجش هزي )
( طويل القري نهد الشواء مقلص ... ملح على فأس اللجام أزوم )
( بكل فتى لا يملأ الروع قلبه ... محش لنار الحرب غير سؤوم )
( أخي ثقة ينوي الإله بسعيه ... ضروب بنصل السيف غير أثيم )
فكان أول ما ابتدؤوا به أمرهم بعد قتل الحسين سنة إحدي وستين فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس فى السر إلى الطلب بدم الحسين فكان يجيبهم النفر بعد النفر ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة أربع وستين فلما مات يزيد جاء إلى سليمان أصحابه فقالوا قد هلك هذا الطاغية والأمر ضعيف فإن شئت وثبنا على عمرو بن حريث وكان خليفة ابن زياد على الكوفة ثم اظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قتلته ودعونا الناس الى أهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم فقال سليمان بن صرد لا تعجلوا إني قد نظرت فيما ذكرتم فرأيت أن قتلة الحسين هم أشراف الكوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه ومتى علموا ما تريدون كانوا أشد الناس عليكم ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا نفوسهم وكانوا جزرا لعدوهم ولكن بثوا دعاتكم فى المصر وادعوا الى أمركم هذا شيعتكم وغير شيعتكم ففعلوا واستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد

الصفحة 488