كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 489 @
ثم ان أهل الكوفة أخرجوا عمرو بن حريث وبايعوا لابن الزبير وسليمان وأصحابه يدعون الناس فلما مضت سته أشهر بعد هلاك يزيد قدم المختار بن أبي عبيد الكوفة فى النصف من رمضان وقدم عبدالله بن يزيد الأنصاري أميرا على الكوفة من قبل ابن الزبير لثمان بقين من رمضان وقدم إبراهيم بن محمد بن طلحة معه على خراج الكوفة فأخذ المختار يدعو الناس الى قتال قتلة الحسين ويقول جئتكم من عند المهدي محمد بن الحنفية وزيرا أمينا فرجع إليه طائفة من الشيعة وكان يقول إنما يريد سليمان أن يخرج فيقتل نفسه ومن معه وليس له بصرة بالحرب وبلغ الخبر عبد الله بن يزيد بالخروج عليه بالكوفة فى هذه الأيام وقيل له ليحبسه وخوف عاقبة أمره إن تركه فقال عبدالله إن هم قاتلونا قاتلناهم وإن تركونا لم نطلبهم إن هؤلاء القوم يطلبون بدم الحسين بن علي فرحم الله هؤلاء القوم آمنون فليخرجوا ظاهرين وليسيروا إلى من قاتل الحسين فقد أقبل إليهم يعني ابن زياد وأنا لهم ظهير هذا ابن زياد قاتل الحسين وقاتل أخياركم وأمثالكم قد توجه إليكم وقد فارقوه على ليله من جسر منبج فالقتال والاستعداد إليه أولي من أن تجعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضا فيلقاكم عدوكم وقد ضعفتم وتلك أمنيته وقد قدم عليكم أعدي خلق الله لكم من ولي عليكم هو وأبوه سبع سنين لا يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين هو الذي من قبله أتيتم والذي قتل من تنادون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بحدكم وشوكتكم واجعلوها به ولا تجعلوها بأنفسكم إني لكم ناصح وكان مروان قد سير ابن زياد إلى الجزيرة ثم إذا فرغ منها سار إلى العراق فلما فرغ عبدالله بن يزيد من قوله قال إبراهيم بن محمد بن طلحة أيها الناس لا يغرنكم من السيف والغشم مقالة هذا الداهن والله لئن خرج علينا خارج لنقتلنه ولئن استيقنا ان قوما يريدون الخروج علينا لنأخذن الوالد بولده والمولود بولده والحميم بالحميم والعريف بما فى عرافته حتى يدينوا للحق ويذللوا للطاعة فوثب إليه المسيب بن نجبة فقطع عليه منطقه ثم قال يا ابن الناكثين أنت تهددنا بسيفك وغشمك أنت والله أذل من ذلك إنا لا نلومك على بغضنا وقد قتلنا أباك وجدك وأما أنت أيها إلامير فقد قلت قولا سديدا فقال إبراهيم والله لتقتلن وقد أدهن

الصفحة 489