كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 490 @
هذا يعني عبدالله بن يزيد فقال له عبدالله بن وأل ما اعتراضك فيما بيننا وبين أميرنا ما أنت علينا بأمير إنما أنت أمير هذه الجزية فأقبل على خراجك ولئن أفسدت أمر هذه الأمة فقد أفسده والداك وكانت عليهما دائرة السوء فشتمهم جماعة ممن مع إبراهيم فشاتموه فنزل الأمير من على المنبر وتهدده إبراهيم بأنه يكتب إلى ابن الزبير يشكوه فجاءه عبدالله فى منزله واعتذر إليه فقبل عذره ثم إن أصحاب سليمان خرجوا يشترون السلاح ظاهرين ويتجهزون
$ ذكر فراق الخوارج عبدالله بن الزبير وما كان منهم $
وفى هذة السنة فارق الخوارج الذين كانوا قدموا مكة عبدالله بن الزبير وكانوا قد قاتلوا معه أهل الشام وكان سبب قدومهم عليه أنهم لما اشتد عليهم ابن زياد بعد قتل أبي بلال اجتمعوا فتذاكروا ذلك فقال لهم نافع بن الأزرق إن الله قد أنزل عليكم الكتاب وفرض عليكم الجهاد واحتج عليكم بالبيان وقد جرد أهل الظلم فيكم السيوف فاخرجوا بنا إلى هذا الذي قد ثار بمكة فإن كان على رأينا جاهدنا معه وإن يكن علي غير رأينا دافعناه عن البيت وكان عسكر الشام قد سار نحو ابن الزبير فسار الخوارج حتى قدموا على ابن الزبير فسر بمقدمهم وأخبرهم أنه على مثل رأيهم من غير تفتيش فقاتلوا معه أهل الشام حتى مات يزيد بن معاوية وانصرف أهل الشام ثم انهم اجتمعوا وقالوا إن الذي صنعتم أمس لغير رأي تقاتلون مع رجل لا تدرون لعله ليس على مثل رأيكم وقد كان أمس يقاتلكم هو وأبوه وينادي يا ثارات عثمان فأئتوه واسألوه عن عثمان فإن برئ منه كان وليكم وإن أبى كان عدوكم فأتوه فسألوه فنظر فإذا اصحابه حوله قليل فقال إنكم أتيتموني حين أردت القيام ولكن روحوا العشية حتى أعلمكم فانصرفوا وبعث إلى أصحابه فجمعهم حوله بالسلاح وجاءت الخوارج وأصحابه حوله وعلى رأسه وبأيديهم العمد فقال ابن الأزرق لأصحابه إن الرجل قد أزمع خلافكم فتقدم إليه نافع بن الأزرق وعبيدة بن هلال فقال عبيدة بعد حمد اللة أما بعد فإن الله بعث محمدا يدعو إلى عبادته وإخلاص الذي له فدعا الى ذلك فأجابه المسلمون فعمل فيهم بكتاب الله حتى قبضه الله واستخلف الناس أبا بكر واستخلف أبو

الصفحة 490