كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 491 @
بكر عمر فكلاهما عملا بكتاب الله وسنة نبيه ثم ان الناس استخلفوا عثمان فحمى الاحماء وآثر القربي واستعمل الغني ورفع الدرة ووضع السوط ومزق الكتاب وضرب منكر الجور وآوي طريد رسول الله السابقين بالفضل وحرمهم واخذ فيء الله الذي أفاء عليهم فقسمه فى فساق قريش ومجان العرب فسارت إليه طائفة فقتلوه فنحن لهم أولياء ومن ابن عفان وأوليائه برآء فما تقول أنت يا ابن الزبير فقال قد فهمت الذي ذكرت به النبي فوق ما ذكرت وفوق ما وصفت وفهمت ما ذكرت به أبا بكر وعمر وقد وفقت وأصبت وفهمت الذي ذكرت به عثمان وإني لا أعلم مكان أحد من خلق الله اليوم أعلم بابن عفان وأمره مني كنت معه حيث نقم القوم عليه واستعتبوه فلم يدع شيئا إلا أعتبهم ثم رجعوا إليه بكتاب له يزعمون أنه كتبه يأمر فيه بقتلهم فقال لهم ما كتبته فإن شئتم فهاتوا بينتكم فإن لم تكن حلفت لكم فوالله ما جاؤوه ببينة ولا استحلفوه ووثبوا عليه فقتلوه وقد سمعت ما عبته به فليس كذلك بل هو لكل خير أهل وأنا أشهدكم ومن حضرني إني ولي لابن عفان وعدو أعدائه فبرئ الله منكم
وتفرق القوم فأقبل نافع بن الأزرق الحنظلي وعبدالله بن الصفار السعدي وعبدالله بن أباض وحنظله بن بيهس وبنو الماحوز و عبيدالله والزبير من بني سليط بن يربوع وكلهم من تميم حتي أتوا البصرة وانطلق أبو طالوت من بني بكر بن وائل وأبو فديك عبدالله بن ثور بن قيس بن ثعلبة وعطيه بن الأسود اليشكري إلى اليمامة فوثبوا بها مع أبي طالوت ثم أجمعوا بعد ذلك على نجدة بن عامر الحنفي وتركوا أبا طالوت فأما نافع وأصحابه فإنهم قدموا البصرة وهم على رأي أبي بلال واجتمعوا وتذاكروا فضيله الجهاد فخرج نافع على ثلاثمائة وذلك عند وثوب الناس بابن زياد وكسر الخوارج باب السجن وخرجوا واشتغل الناس عنهم بحرب الأزد وربيعة وتميم
فلما خرج نافع تبعوه واصطلح أهل البصرة على عبدالله بن الحرث فتجرد الناس للخوارج وأخافوهم فلحق نافع بالأهواز فى شوال سنة أربع وستين وخرج من بقي منهم بالبصرة إلى ابن الأزرق إلا من لم يرد لخروج يومه ذلك منهم عبدالله بن الصفار وعبدالله بن أباض ورجال معهما على رأيهما ونظر نافع فرأي أن ولاية من تخلف عن الجهاد من الذين قعدوا من الخوارج لا تحل له وإن من تخلف عنه لا نجاة له

الصفحة 491