كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 493 @
دخل وقال له أنت المقبل فى الجموع لتنصر ابن عقيل قال لم أفعل ولكنى أقبلت ونزلت تحت راية عمرو فشهد له عمرو فضرب وجه المختار فشتر عينه وقال لولا شهادة عمرو لقتلتك ثم حبسه حتى قتل الحسين ثم أن المختار بعث إلى عبدالله بن عمر بن الخطاب يسأله أن يشفع فيه وكان ابن عمر تزوج أخت المختار صفيه بنت أبي عبيد فكتب ابن عمر إلى يزيد يشفع فيه فأرسل يزيد إلى ابن زياد يأمره بإطلاقه فأطلقه وأمره أن لا يقيم غير ثلاث فخرج المختار إلى الحجاز فلقيه ابن العرق وراء واقصة فسلم عليه وسأله عن عينه فقال خبطها ابن الزانية بالقضيب فصارت كما تري ثم قال قتلني الله إن لم أقطع أنامله وأعضاءه إربا إربا
ثم سأله المختار عن ابن الزبير فقال إنه عائذ بالبيت وإنه يبايع سرا ولو اشتدت شوكته وكثرت رجاله لظهر فقال المختار إنه رجل العرب اليوم وإن اتبع رأيي أكفه أمر الناس إن الفتنه أرعدت وأبرقت وكان قد انبعث فإذا سمعت بمكان قد ظهرت به فى عصابه من المسلمين أطلب بدم الشهيد المظلوم المقتول بالطف سيد المسلمين وابن بنت سيد المرسلين وابن سيدها الحسين بن علي فوربك لأقتلن بقتله عدة من قتل على دم يحي بن زكريا ثم سار وابن العرق يعجب من قوله قال ابن العرق فوالله لقد رأيت ما ذكره وحدثت به الحجاج بن يوسف فضحك وقال لله دره أي رجل دنيا ومسعر حرب ومقارع أعداء كان ثم قدم المختار على ابن الزبير فكتم عنه ابن الزبير أمره ففارقه وغاب عنه سنة ثم سأل عنه ابن الزبير فقيل إنه بالطائف وإنه يزعم أنه صاحب الغضب ومسير الجبارين فقال ابن الزبير ماله قاتله الله لقد انبعث كذابا متكهنا ان يهلك الله الجبارين يكن المختار أولهم فهو في حديثه إذ دخل المختار المسجد فطاف وصلي ركعتين وجلس فأتاه معارفه يحدثونه ولم يأت ابن الزبير فوضع ابن الزبير عليه عباس بن سهل بن مسعر فأتاه وسأله عن حاله ثم قال له مثلك يغيب عن الذي اجتمع عليه الأشراف من قريش والأنصار وثقيف ولم تبق قبيلة إلا و قد أتاه زعيمها فبايع هذا الرجل فقال إني أتيته العام الماضي وكتم عني خبره فلما استغني عني أحببت أن أريه أنى مستغن عنه فقال له العباس القه الليلة وأنا معك فأجابه إلى ذلك

الصفحة 493