كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 494 @
ثم حضر عند ابن الزبير بعد العتمة فقال المختار أبايعك على أن لا تقضي الأمور دوني وعلي أن اكون أول داخل وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك فقال ابن الزبير أبايعك على كتاب اللة وسنة رسوله فقال وشر غلماني تبايعه على ذلك والله لا أبايعك أبدا إلا على ذلك فبايعه فأقام عنده وشهد معه قتال الحصين بن نمير وأبلى أحسن بلاء وقاتل أشد قتال وكان أشد الناس على أهل الشام فلما هلك يزيد بن معاوية وأطاع اهل العراق ابن الزبير أقام عنده خمسة أشهر فلما رآه لا يستعمله جعل لا يقدم عليه أحد من أهل الكوفة إلا سأله عن حال الناس فأخبره هانئ بن جبه الوداعي باتساق أهل الكوفة على طاعة ابن الزبير إلا أن طائفة من الناس هم عدد اهلها لو كان لهم من يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم ما فقال المختار أنا أبو إسحاق أنا والله لهم أن اجمعهم على الحق وألقى بهم ركبان الباطل وأهلك بهم كل جبار عنيد ثم ركب راحلته نحو الكوفة فوصل إلى نهر الحيرة يوم الجمعة فاغتسل ولبس ثيابه ثم ركب فمر بمسجد السكون وجبانه كندة لا يمر على مجلس إلا وسلم على اهله وقال ابشروا بالنصرة والفلج أتاكم ما تحبون ومر ببني بدء فلقي عبيدة بن عمرو البدئي من كندة فسلم عليه وقال له ابشر بالنصر والفلج أنك أبو عمرو على رأي حسن لن يدع الله لك معه إثما إلا غفره لك ولا ذنبا إلا ستره وكان عبيدة من أشجع الناس وأشعرهم وأشدهم تشيعا وحبا لعلي وكان لا يصبر عن الشراب فقال له بشرك الله بالخير فهل أنت مبين لنا قال نعم القني الليلة ثم مر ببني هند فلقي اسماعيل بن كثير فرحب به وقال له القني أنت وأخوك الليلة فقد أتيتكم بما تحبون ومر على حلقة من همدان فقال قد قدمت عليكم بما يسركم ثم أتي المسجد واستشرف له الناس فقام إلى سارية فصلي عندها حتى أقيمت الصلاة وصلي مع الناس ثم صلي ما بين الجمعة والعصر ثم انصرف إلى داره واختلف إليه الشيعة وأتي اسماعيل بن كثيروأخوه وعبيد بن عمرو فسألهم فأخبروه خبر

الصفحة 494