كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 495 @
سليمان بن صرد وأنه على المنبر فحمد الله ثم قال إن المهدي بن الوصي بعثني إليكم أمينا ووزيرا ومشيحا وأميرا وأمرني بقتل الملحدين والطلب بدم أهل بيته والدفع عن الضعفاء فكونوا أول خلق الله إجابة فضربوا على يده وبايعوه وبعث إلى الشيعة وقد اجتمعت عند سليمان بن صرد وقال لهم نحو ذلك وقال لهم إن سليمان ليس له بصر بالحرب ولا تجربة بالأمور وإنما يريد أن يخرجكم فيقتلكم ويقتل نفسه وأنا أعمل على مثال مثل لي وأمر بين لي اعين وليكم وأقتل عدوكم وأشفي صدوركم فاسمعوا قولي وأطيعوا امري ثم انتشروا وما زال بهذا ونحوه حتى استمال طائفة من الشيعة وصاروا يختلفون إليه ويعظمونه وعظماء الشيعة مع سليمان لا يعدلون به أحدا وهو أثقل خلق الله على المختار وهو ينظر إلى ما يصير إليه أمر سليمان
فلما خرج سليمان نحو الجزيرة قال عمرو بن سعد وشبث بن ربعي وزيد بن الحرث بن رويم لعبدالله بن يزيد الخطمي وإبراهيم بن محمد بن طلحة إن المختار أشد عليكم من سليمان إنما خرج يقاتل عدوكم وإن المختار يريد أن يثب عليكم فى مصركم فسيروا إليه فأوثقوه واسجنوه حتى يستقيم أمر الناس فأتوه فاخذوه بغته فلما رآهم قال مالكم فوالله ما ظفرت أكفكم فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة لعبدالله شده كتافا ومشه حافيا فقال عبدالله ما كنت لأفعل هذا برجل لم يظهر لنا غدره إنما أخذناه على الظن فقال إبراهيم ليس هذا بعشك فادرجي ما هذا الذي بلغنا عنك يا ابن أبي عبيد فقال ما بلغك عني إلا باطل وأعوذ بالله من غش كغش أبيك وجدك ثم حمل إلى السجن غير مقيد وقيل بل كان مقيدا فكان يقول فى السجن أما ورب البحار والنخيل والأشجار والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار بجموع الأنصار ليس بمثل أغمار ولا بعزل أشرار حتى إذا أقمت عمود الدين وزايلت شعب صدع المسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين وأدركت ثار النبيين لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى وقيل فى خروج المختار إلى الكوفة وسببه غير ما تقدم وهو أن المختار قال لابن الزبير وهو عنده إني لأعلم قوما لو أن لهم رجلا له فقه وعلم بما يأتي ويذر لاستخرج لك منهم جندا تقاتل بهم أهل الشام قال من هم قال شيعة على بالكوفة قال فكن أنت ذلك الرجل فبعثه إلى الكوفه فنزل ناحيه منها

الصفحة 495