كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 50 @
وقال معاوية لعثمان اخرج معي إلي الشام فإنهم علي الطاعة قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به فقال لا أبيع جوار رسول الله بشيء وإن كان فيه خبط عنقي قال إن بعثت إليك جندا منهم يقيم معك لنائبة إن نابت قال لا أضيق علي جيران رسول الله فقال والله لتغتالن ولتغزين فقال حسبي الله ونعم الوكيل
ثم خرج معاوية فمر علي نفر من المهاجرين فيهم علي وطلحة والزبير وعليه ثياب السفر فقام عليهم وقال إنكم قد علمتم أن هذا الأمر كان الناس يتغالبون عليه حتى بعث الله نبيه وكانوا يتفاضلون بالسابقة والقدمة والاجتهاد فإن أخذوا بذلك فالأمر أمرهم والناس لهم تبع وإن طلبوا الدنيا بالتغالب سلبوا ذلك ورده الله إلي غيرهم وإن الله علي البدل لقادر وإني قد خلفت فيكم شيخا فاستوصوا به خيرا وكاتفوه تكونوا أسعد منه بذلك ثم ودعهم ومضي فقال علي ما كنت أري في هذا خيرا فقال الزبير والله ما كان قط أعظم في صدرك وصدورنا منه اليوم واتعد المنحرفون عن عثمان يوما يخرجون فيه بالأمصار جميعها إذا سار عنها الأمراء فلم يتهيأ لهم ذلك ولما رجع الأمراء ولم يتم لهم الوثوب صاروا يكاتبون في القدوم إلي المدينة لينظروا فيما يريدون ويسألوا عثمان عن أشياء لتطير في الناس وكان بمصر محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة يحرضان علي عثمان
فلما خرج المصريون خرج فيهم عبد الرحمن بن عديس البلوي في خمسمائة وقيل في ألف وفيهم كنانة بن بشر الليثي وسودان بن حمران السكوني وقتيرة بن فلان السكوني وعليهم جميعا الغافقي بن حرب العكي وخرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صوحان العبدي والأشتر النخعي وزياد بن النضر الحارثي وعبد الله بن الأصم العامري وهم في عداد أهل مصر وعليهم جميعا عمرو بن الأصم وخرج أهل البصرة فيهم حكيم بن جبلة العبدي وذريح بن عباد وبشر بن شريح القيسي

الصفحة 50