كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 52 @
بعثمان وقالوا من كف يده فهو آمن
وصلي عثمان بالناس أياما ولزم الناس بيوتهم ولم يمنعوا الناس من كلامه وأتاهم أهل المدينة وفيهم علي فقال لهم ما ردكم بعد ذهابكم فقالوا أخذنا مع بريد كتابا بقتلنا وأتي طلحة الكوفيين فسألهم عن عودهم فقالوا مثل ذلك وأتي الزبير البصريين فقالوا مثل ذلك وكل منهم يقول نحن نمنع أخواننا وننصرهم كأنما كانوا علي ميعاد فقال لهم علي كيف علمتم يا أهل الكوفة ويا أهل البصرة بما لقي أهل مصر وقد سرتم مراحل حتى رجعتم علينا هذا والله أمر أبرم بليل فقالوا ضعوه كيف شئتم ولا حاجة لنا في هذا الرجل ليعتزل عنا وعثمان يصلي بهم وهو يصلون خلفه وهم أدق في عينه من التراب وكانوا لا يمنعون الناس من الاجتماع
وكتب عثمان إلي أهل الأمصار يستنجدهم ويأمرهم بالحث للمنع عنه ويعرفهم ما الناس فيه فخرج أهل الأمصار علي الصعب والذلول فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن حديج وخرج من الكوفة القعقاع بن عمرو وقام بالكوفة نفر يحضون علي إعانة أهل المدينة منعم عقبة بن عامر وعبد الله بن أبي أوفي وحنظلة الكاتب وغيرهم من أصحاب النبي ومن التابعين مسروق والأسود وشريح وعبد الله بن عكيم وغيرهم وقام بالبصرة عمران بن حصين وأنس بن مالك وهشام بن عامر وغيرهم من الصحابة ومن التابعين كعب بن سور وهرم بن حيان وغيرهما وقام بالشام جماعة من الصحابة والتابعين وكذلك بمصر
ولما جاءت الجمعة التي علي أثر دخولهم المدينة خرج عثمان فصلي بالناس ثم قام علي المنبر فقال يا هؤلاء الله الله فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون علي لسان محمد فامحوا الخطأ بالصواب فقام محمد بن مسلمة فقال أنا أشهد بذلك فأقعده حكيم بن جبلة وقام زيد بن ثابت فأقعده محمد بن أبي قتيرة وثار القوم بأجمعهم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم من المسجد وحصبوا

الصفحة 52