كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 54 @
علي مصر واستجابوا له فعاد عبد الله إلي مصر فمنع عنها فأتي فلسطين فأقام بها حتى قتل عثمان
فلما نزل القوم ذا خشب يريدون قتل عثمان إن لم ينزع عما يكرهون ولما رأي عثمان ذلك جاء إلي علي فدخل عليه بيته فقال له يا بن عم إن قرابتي قريبة ولي عليك حق عظيم وقد جاء ما تري من هؤلاء القوم وهم مصبحي ولك عند الناس قدر وهم يسمعون منك وأحب أن تركب إليهم فتردهم عني فإن في دخولهم علي توهينا لأمري وجرأة علي فقال علي على أي شيء أردهم عنك قال علي أن أصير إلي ما أشرت إليه ورأيته لي فقال علي إني قد كلمتك مرة بعد أخري فكل ذلك نخرج ونقول ثم ترجع عنه وهذا من فعل مروان وابن عامر ومعاوية وعبد الله بن سعد فإنك أطعتهم وعصيتني قال عثمان فأنا أعصيهم وأطيعك فأمر الناس فركب معه من المهاجرين والأنصار ثلاثون رجلا فيهم سعيد بن زيد وأبو جهم العدو وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام ومروان وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ومن الأنصار أبو أسيد الساعدي وأبو حميد وزيد بن ثابت وحسان بن ثابت وكعب بن مالك ومن العرب نيار بن مكرز فكلموهم وكان الذي يكلمهم علي ومحمد بن مسلمة فسمعوا مقالتهما ورجعوا إلي مصر فقال ابن عديس لمحمد بن مسلمة أتوصينا بحاجة قال نعم تتقي الله وترد من قبلك عن إمامهم فإنه قد وعدنا أن يرجع وينزع قال ابن عديس أفعل إن شاء الله ورجع علي ومن معه إلي المدينة فدخل علي عثمان فأخبره برجوعهم وكلمه بما في نفسه ثم خرج من عنده فمكث عثمان ذلك اليوم وجاء مروان بكرة الغد فقال له تكلم وأعلم الناس أن أهل مصر قد رجعوا وأن ما بلغهم عن إمامهم كان باطلا قبل أن يجيء الناس إليك من أمصارهم ويأتيك ما لا تستطيع دفعه ففعل عثمان فلما خطب الناس قال له عمرو بن العاص اتق الله يا عثمان فإنك قد ركبت أمورا وركبناها معك فتب إلي الله نتب فناداه عثمان وإنك هنا يا بن النابغة قملت والله جبتك منذ عزلتك عن العمل
فنودي من ناحية أخري تب إلي الله فرفع يديه وقال اللهم إني أول تائب

الصفحة 54