كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 55 @
ورجع إلي منزله وخرج عمرو بن العاص إلي منزله بفلسطين وكان يقول والله إني كنت لألقي الراعي فأحرضه علي عثمان وأتي عليا وطلحة والزبير فحرضهم علي عثمان فبينما هو بقصره بفلسطين ومعه ابناه محمد وعبد الله وسلامة بن روح الجذامي إذ مر بهم راكب من المدينة فسأله عمرو عن عثمان فقال هو محصور قال عمرو أنا عبد الله قد يضرط العير والمكواة في النار
ثم مر به راكب آخر فسأله فقال قتل عثمان فقال عمرو أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها فقال له سلامة بن روح يا معشر قريش كان بينكم وبين العرب باب وثيق فكسرتموه فما عملكم علي ذلك فقال أردنا أن نخرج الحق من خاصرة الباطل ليكون الناس في الحق شرعا سواء
وقيل إن عليا لما رجع من عند المصريين بعد رجوعهم إلي عثمان فقال له تكلم كلاما يسمعه الناس منك ويشهدون عليك ويشهد اله علي ما قلبك من النزوع والأمانة فإن البلاد قد تمخضت عليك فلا آمن أن يجيء ركب آخر من الكوفة والبصرة فتقول يا علي اركب إليهم فإن لم أفعل رأيتني قد قطعت رحمك واستخففت بحقك فخرج عثمان فخطب الخطبة التي نزع فيها وأعطي الناس من نفسه التوبة وقال أنا أول من اتعظ استغفر الله مما فعلت وأتوب إليه فمثلي نزع وتاب فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليروا في رأيهم فوالله لئن ردني الحق عبدا لأستن بسنة العبد ولأذلن ذل العبد وما عن الله مذهب إلا إليه فوالله لأعطينكم الرضا ولأنحين مروان وذويه ولا احتجب عنكم فرق الناس وبكوا حتى أخضلوا لحاهم وبكي هو أيضا

الصفحة 55