كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 57 @
وعن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يشاء ربه والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه وأيم الله لأراه يوردك ولا يصدرك وما أنا عائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك أذهبت شرفك وغلبت علي رأيك
فلما خرج علي دخلت عليه امرأته نائلة بنت الفرافصة فقالت قد سمعت قول علي لك وليس يعاودك وقد أطعت مروان يقودك حيث شاء قال فما أصنع قالت تتقي الله وتتبع سنة صاحبيك من قبلك فإنك متي أطعت مروان قتلك ومروان ليس له عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة وإنما تركك الناس لمكانه فأرسل إلي علي فاستصلحه فإن له قرابة منك وهو لا يعصي فأرسل عثمان إلي علي فلم يأته وقال قد أعلمته أني غير عائد فبلغ مروان مقالة نائلة فيه فجلس بين يدي عثمان فقال يا ابنة الفرافضة فقال عثمان لا تذكرنها بحرف فأسود وجهك فهي والله أنصح لي منك فكف مروان
وأتي عثمان إلي علي بمنزله ليلا وقال له إني غير عائد وإني فاعل فقال له علي بعد ما تكلمت علي منبر رسول الله وأعطيت من نفسك ثم دخلت بيتك فخرج مروان إلي الناس يشتمهم علي بابك ويؤذيهم
فخرج عثمان من عنده وهو يقول قطعت رحمي وخذلتني وجرأت الناس علي فقال علي والله إني لأكثر الناس دبا عنك ولكني كلما جئت بشيء أظنه لك رضا جاء مروان بأخرى فسمعت قوله وتركت قولي ولم يعد علي يعمل ما كان يعمل إلي أن منع عثمان الماء فقال علي لطلحة أريد أن تدخل عليه الروايا وغضب غضبا شديدا حتى دخلت الروايا علي عثمان قال وقد قيل إن عليا كان عند حصر عثمان بخيبر فقدم المدينة والناس مجتمعون عند طلحة وكان ممن له فيه أثر فلما قدم علي أتاه عثمان وقال له أما بعد فإن لي حق الإسلام وحق الإخاء والقرابة والصهر ولو لم يكن من ذلك شيء وكنا في الجاهلية لكان عارا علي بني عبد مناف أن ينتزع أخو بني تيم يعني طلحة أمرهم فقال له علي سيأتيك الخبر ثم خرج إلي المسجد فرأي أسامة فتوكأ علي يده حتى دخل دار طلحة وهو في خلوة من الناس فقال له يا

الصفحة 57