كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 58 @
طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه فقال يا أبا الحسن بعد ما مس الحزام الطبيين
فانصرف علي حتى أتي بيت المال فقال افتحوه فلم يجدوا المفاتيح فكسر الباب وأعطي الناس فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده وسر بذلك عثمان وجاء طلحة فدخل علي عثمان وقال له يا أمير المؤمنين أردت أمرا فحال الله بيني وبينه فقال عثمان والله ما جئت تائبا ولكن جئت مغلوبا الله حسيبك يا طلحة
$ ذكر مقتل عثمان $
قد ذكرنا سبب مسير الناس إلي قتل عثمان وقد تركنا كثيرا من الأسباب التي جعلها الناس ذريعة إلي قتله لعلل دعت إلي ذلك ونذكر الآن كيف قتل وما كان بدء ذلك وابتداء الجرأة عليه قبل قتله فكان من ذلك أن أبلا من إبل الصدقة قدم بها علي عثمان فوهبها لبعض بني الحكم فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فأخذوها وقسمها بين الناس وعثمان في الدار
قيل وكان أول من اجترأ علي عثمان بالمنطق جبلة بن عمرو الساعدي مر به عثمان وهو في نادي قومه وبيده جامعه فسلم فرد القوم فقال جبلة لم تردون علي رجل فعل كذا وكذا ثم قال لعثمان والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه الخبيثة مروان وابن عامر وابن سعد منهم من نزل القرآن بذمه وأباح رسول الله دمه فاجترأ الناس عليه وقد تقدم قول عمرو بن العاص له في خطبته
قيل وخطب يوما وبيده عصا كان النبي وأبو بكر وعمر يخطبون عليها فأخذها جهجهاه الغفاري من يده وكسرها علي ركبته اليمني فرمي في ذلك المكان بأكلة
وقيل كتب جمع من أهل المدينة من الصحابة وغيرهم إلي من بالآفاق منهم إن أردتم الجهاد فهلموا إليه فإن دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه

الصفحة 58