كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 59 @
فاختلفت قلوب الناس علي ما تقدم ذكره وجاء المصريون كما ذكرنا إلي المدينة فخرج إليهم علي ومحمد بن مسلمة كما تقدم فكلماهم فعادوا ثم رجعوا فلما رجعوا انطلق إليهم محمد بن مسلمة يسألهم عن سبب عودهم فأخرجوا صحيفة في أنبوبة رصاص وقالوا وجدنا غلام عثمان بالبويب علي بعير من إبل الصدقة ففتشنا متاعه فوجدنا فيه هذه الصحافة يأمر فيها بجلد عبد الرحمن بن عديس وعمرو بن الحمق وعروة بن البياع وحبسهم وحلق رؤوسهم ولحاهم وصلب بعضهم
وقيل إن الذي أخذت منه الصحيفة أبو الأعور السلمي فلما رأوه سألوه عن مسيره وهل معه كتاب فقال لا فسألوه في أي شيء هو فتغير كلامه فأنكروه وفتشوه وأخذوا الكتاب منه وعادوا وعاد الكوفيون والبصريون
فلما عاد أهل مصر أخبروا بذلك محمد بن سلمة وقالوا له قد كلمنا عليا ووعدنا أن يكلمه وكلمنا سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقالا لا ندخل في أمركم وقالوا لمحمد بن مسلمة لتحضر مع علي عند عثمان بعد الظهر فوعدهم بذلك فدخل علي ومحمد بن مسلمة علي عثمان فاستأذنا للمصريين عليه وعنده مروان فقال دعني أكلمهم فقال عثمان اسكت فض الله فاك ما أنت وهذا الأمر أخرج عني فخرج مروان وقال علي ومحمد لعثمان ما قال المصريون فأقسم بالله ما كتبته ولا علم لي به فقال محمد صدق هذا من عمل مروان

الصفحة 59