كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 60 @
ودخل عليه المصريون فلم يسلموا عليه بالخلافة فعرفوا الشر فيهم وتكلموا فذكر ابن عديس ما فعل عبد الله بن سعد بالمسلمين وأهل الذمة والاستئثار في الغنائم فإذا قيل له في ذلك قال هذا كتاب أمير المؤمنين إلي وذكروا شيئا مما أحدث بالمدينة وقال له وخرجنا من مصر ونحن نريد قتلك فردنا علي ومحمد بن مسلمة وضمنا لنا النزوع عن كل ما تكلمنا فيه فرجعنا إلي بلادنا فرأينا غلامك وكتابك وعليه خاتمك تأمر عبد الله بجلدنا والمثلة بنا وطول الحبس
فحلف عثمان أنه ما كتب ولا أمر ولا علم فقال علي ومحمد صدق عثمان قال المصريون فمن كتبه قال لا أدري قالوا فيجترأ عليك ويبعث غلامك وجمل من الصدقة وينقش علي خاتمك ويبعث إلي عاملك بهذه الأمور العظيمة وأنت لا تعلم قال نعم قال ما أنت إلا صادق أو كاذب فإن كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما أمرت به من قتلنا بغير حق وإن كنت صادقا فقد استحققت أن تخلع نفسك لضعفك عن هذا الأمر وغفلتك وخبث بطانتك ولا ينبغي لنا أن نترك هذا الأمر بيد من تقطع الأمور دونه لضعفه وغفلته فاخلع نفسك منه كما خلعك الله فقال لا أنزع قميصا ألبسنيه الله ولكني أتوب وأنزع قالوا لو كان هذا أول ذنب تبت

الصفحة 60