كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 62 @
للقتال ويستعد بالسلاح واتخذ جندا
فلما مضت الأيام الثلاثة ولم يتغير شيئا ثار به الناس وخرج عمرو بن حزم الأنصاري إلي المصريين فأعلمهم الحال وهم بذي خشب فقدموا المدينة وطلبوا منه عزل عماله ورد مظالمهم فقال إن كنت مستعملا من أردتم وعازلا من كرهتم فلست في شيء والأمر أمركم فقالوا والله لتفعلن أو لتخلعن أو لتقتلن فأبي عليهم وقال لا أنزع سربالا سربلينه الله فحصروه واشتد الحصار عليه فأرسل إلي علي وطلحة والزبير فحضروا فأشرف عليهم فقال يا أيها الناس اجلسوا فجلسوا المحارب والمسالم فقال لهم يا أهل المدينة استودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي
ثم قال أنشدكم بالله هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب عمر أن يختار لكم ويجمعكم علي خيركم أتقولون أن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه أم تقولون هان علي الله دينه فلم يبال من ولي والدين لم يتفرق أهله يومئذ أم تقولون لم يكن أخذ عن مشورة إنما كان مكابرة فوكل الله الأمة إذا عصته ولم يشاوروا في الإمامة أم تقولون إن الله لم يعلم عاقبة أمري وأنشدكم بالله أتعلمون لي من سابقة خير وقدم خير قدمه الله لي يحق علي كل من جاء بعدي أن يعرفوا لي فضلها فمهلا لا تقتلوني فإنه لا يحل إلا قتل ثلاثة رجل زني بعد إحصانه أو كفر بعد إيمانه أو قتل نفسا بغير حق فإنكم إن قتلتموني وضعتم السيف علي رقابكم ثم لم يرفع الله عنكم الإختلاف أبدا
قالوا أما ما ذكرت من استخارة الناس بعد عمر ثم ولوك فإن كل ما صنع الله خيرة ولكن الله جعلك بلية ابتلي بها عباده وأما ما ذكرت من قدمك وسلفك مع رسول الله فقد كنت كذلك وكنت أهلا للولاية ولكن أحدثت ما علمته ولا نترك إقامة الحق عليك مخافة الفتنة عاما قابلا وأما قولك إنه لا يحل إلا قتل ثلاثة فإنا نجد في كتاب الله قتل غير الثلاثة الذين سميت قتل من سعي في الأرض فسادا وقتل من بغي ثم قاتل علي بغيه وقتل من حال دون شيء من الحق ومنعه وقاتل دونه وقد بغيت ومنعت وحلت دونه وكابرت عليه ولم تقد من نفسك من ظلمت وقد تمسكت بالإمارة علينا فإن زعمت أنك لم تكابرنا عليها فإن الذين قاموا دونك ومنعوك منا إنما

الصفحة 62