كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 63 @
يقاتلون لتمسكك بالإمارة فلو خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال معك فسكت عثمان ولزم الدار وأمر أهل المدينة بالرجوع وأقسم عليهم فرجعوا إلا الحسن بن علي وابن عباس ومحمد بن طلحة وعبد الله بن الزبير وأشباها لهم واجتمع إليه ناس كثير فكانت مدة الحصار أربعين يوما
فلما مضت ثمان عشرة ليلية قدم ركبان من الأمصار فأخبروا بخبر من تهيأ إليهم من الجنود وشجعوا الناس فعندها حالوا بين الناس وبين عثمان ومنعوه كل شيء حتى الماء فأرسل عثمان إلي علي سرا وإلي طلحة وإلي الزبير وأزواج النبي أنهم قد منعوني الماء فإن قدرتم أن ترسلوا إلينا ماءا فافعلوا فكان أولهم اجابة علي وأم حبيبة زوج النبي فجاء علي في الغلس فقال يا أيها الناس إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين فلا تقطعوا عن هذا الرجل الماء ولا المادة فإن الروم وفارس لتأسر فتطعم وتسقي فقالوا لا والله ولا نعمة عين فرمي بعمامته في الدار بأني قد نهضت ورجعت وجاءت أم حبيبة علي بغلة لها مشتملة علي إدواة فضربوا وجه بغلتها فقالت إن وصايا بني أمية عند هذا الرجل فأحببت أن أسأله عنها لئلا تهلك أموال الأيتام والأرامل
فقالوا كاذبة وقطعوا حبل البغلة بالسيف فنفرت وكادت تسقط عنها فتلقاها الناس فأخذوها وذهبوا بها إلي بيتها فأشرف عثمان يوما فسلم عليهم ثم قال أنشدكم بالله هل تعلمون إني قد اشتريت بئر رومة بمالي ليستعذب بها فجعلت رشائي فيها كرجل من المسلمين قالوا نعم قال فلم تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر علي ماء البحر
ثم قال أنشدكم بالله هل تعلمون أني قد اشتريت أرض كذا فزدتها في المسجد قيل نعم قال فهل علمتم أن أحدا منع أن يصلي فيه قبلي ثم قال أنشدكم بالله أتعلمون أن النبي قال عني كذا وكذا أشياء في شأنه ففشي النهي في الناس يقولون مهلا عن أمير المؤمنين فقام الأشتر فقال لعله مكر به وبكم
وخرجت عائشة إلي الحج واستتبعت أخاها محمدا فأبي فقالت ووالله لئن

الصفحة 63