كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 64 @
استطعت أن يحرمهم الله ما يحاولون لأفعلن فقال له حنظلة الكاتب تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها وتتبع ذؤبان العرب إلي ما لا يحل وإن هذا الأمر إن صار إلي التغالب غلبك عليه بنو عبد مناف ثم رجع حنظلة إلي الكوفة وهو يقول
( عجبت لما يخوض الناس فيه ... يرومون الخلافة أن تزولا )
( ولو زالت لزال الخير عنهم ... ولاقوا بعدها ذلا ذليلا )
( وكانوا كاليهود والنصاري ... سواء كلهم ضلوا السبيلا )
وبلغ طلحة والزبير ما لقي علي وأم حبيبة فلزموا بيوتهم وبقي عثمان يسقيه آل حزم في الغفلات فأشرف عثمان علي الناس فاستدعي ابن عباس فأمره أن يحج بالناس وكان ممن لزم الباب فقال جهاد إلي أحب إلي من الحج فأقسم عليه فانطلق
قال عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة دخلت علي عثمان فأخذ بيدي فأسمعني كلام من علي بابه فمنهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول أنظروا عسي أن يراجع قال فبينما نحن واقفون إذ مر طلحة فقال أين ابن عديس فقام إليه فناجاه ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه لا تتركوا أحدا يدخل علي عثمان ولا يخرج من عنده فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة اللهم اكفني طلحة فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم علي والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه قال فأردت أن أخرج فمنعوني حتى أمرهم محمد بن أبي بكر فتركوني أخرج
وقيل إن الزبير خرج من المدينة قبل أن يقتل عثمان وقيل أدرك قتله
ولما رأي المصريون أن أهل الموسم يريدون قصدهم وأن يجمعوا ذلك إلي حجهم مع ما بلغهم من مسير أهل الأمصار قالوا لا يخرجنا من هذا الأمر الذي وقعنا فيه إلا قتل هذا الرجل فيشتغل الناس عنا بذلك فراموا الباب فمنعهم الحسن وابن الزبير ومحمد بن طلحة ومروان وسعيد بن العاص ومن معهم من أبناء الصحابة

الصفحة 64