كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 65 @
واجتلدوا فزجرهم عثمان وقال أنتم في حل من نصرتي فأبوا ففتح الباب لمنعهم فلما خرج ورآه المصريون رجعوا فركبهم هؤلاء وأقسم عثمان علي أصحابه ليدخلن فدخلوا فأغلق الباب دون المصريين فقام رجل من أسلم يقال له نيار بن عياض وكان من الصحابة فنادي عثمان فبينا هو يناشده أن يعتزلهم إذ رماه كثير بن الصلت الكندي بسهم فقتله
فقالوا لعثمان عند ذلك ادفع إلينا قاتله لنقتله به قال لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي فلما رأوا ذلك ثاروا إلي الباب فلم يمنعهم أحد منه والباب مغلق لا يقدرون علي الدخول منه فجاؤوا بنار فأحرقوه والسقيفة التي علي الباب وثار أهل الدار وعثمان يصلي قد افتتح طه فما شغله ما سمع ما يخطئ وما يتعتتع حتى أتي عليها فلما فرغ جلس إلي المصحف يقرأ فيه وقرأ { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } فقال لمن عنده بالدار إن رسول الله قد عهد عهدا فأنا صابر عليه ولم يحرقوا الباب إلا وهم يطلبون ما هو أعظم منه فأحرج علي رجل أن يستقتل أو يقاتل وقال للحسن إن أباك الآن لفي أمر عظيم من أمرك فأقسمت عليك لما خرجت إليه فتقدموا فقاتلوا ولم يسمعوا قوله فبرز المغيرة بن الأخنس بن شريق وكان قد تعجل من الحج في عصابة لينصروا عثمان وهو معه في الدار وارتجز يقول
( قد علمت ذات القرون الميل ... والحلي والأنامل الطفول )
( لتصدقن بيعتي خليلي ... بصارم ذي رونق مصقول )
( لا أستقيل إذا أقلت قيلي )
وخرج الحسن بن علي وهو يقول

الصفحة 65