كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 67 @
فهذا قبيح وادخلته بيتها فعرف لها بنوه ذلك واستعملوا ابنها إبراهيم بعد ونزل إلي المغيرة بن الأخنس بن شريق رجل فقتل المغيرة قال فلما سمع الناس يذكرونه قال إنا لله وإنا إليه لراجعون
فقال له عبد الرحمن بن عديس مالك فقال رأيت فيما يري النائم هاتفا يهتف فقال بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار فابتليت به واقتحم الناس الدار من الدور التي حولها ودخلوا من دار عمرو بن حزم إلي دار عثمان حتى ملؤها ولا يشعر من بالباب وغلب الناس علي عثمان وندبوا رجلا يقتله فانتدب له رجل فدخل عليه البيت فقال اخلعها وندعك فقال ويحك والله ما كشفت امرأة في جاهلية ولا إسلام ولا تغنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني علي عورتي منذ بايعت رسول الله ولست خالعا قميصا كسانيه الله تعالي وأنا علي مكاني حتى يكرم الله أهل السعادة ويهين أهل الشقاوة فخرج عنه فقالوا ما صنعت فقال والله لا ينجينا من الناس إلا قتله ولا يحل لنا قتله
فأدخلوا عليه رجلا من بني ليث فقال ممن الرجل فقال ليثي فقال له لست بصاحبي لأن النبي دعا لك أن تحفظ يوم كذا وكذا ولن تضيع فرجع عنه وفارق القوم ودخل عليه رجل من قريش فقال له إن رسول الله استغفر لك يوم كذا وكذا فلن تقارف دما حراما فرجع وفارق أصحابه وجاء عبد الله بن سلام ينهاهم عن قتله فقال يا قوم لا تسلوا سيف الله فيكم فوالله إن سللتموه لا تغمدوه ويلكم إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف ويلكم إن مدينتكم محفوفة بالملائكة فإن قتلتموه لتتركنها فقالوا يا بن اليهودية ما أنت وهذا فرجع عنهم
وكان آخر من دخل عليه ممن رجع محمد بن أبي بكر فقال له عثمان ويلك أعلي الله تغضب هل لي إليك جرم إلا حقة أخذتها منك فأخذ محمد لحيته وقال قد أخزاك الله يا نعثل فقال لست بنعثل ولكتني عثمان وأمير المؤمنين وكانوا يلقبون به عثمان فقال محمد ما أغني عنك معاوية وفلان وفلان فقال عثمان يا بن أخي

الصفحة 67