كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 68 @
فما كان أبوك ليقبض عليها فقال محمد لو رآك أبي تعمل هذه الأعمال أنكرها عليك والذي أريد بك أشد من قبضي عليها فقال عثمان أستنصر الله عليك واستعين به فتركه وخرج وقيل بل طعن جبينه بمشقص كان في يده والأول أصح
قال فلما خرج محمد وعرفوا إنكساره ثار قتيرة وسودان بن حمران والغافقي فضربه الغافقي بحديدة معه وضرب المصحف برجله فاستدار المصحف واستقر بين يديه وسالت عليه الدماء وجاء سودان ليضربه فأكبت عليه امرأته واتقت السيف بيدها فنفح أصابعها فأطن أصابع يديها وولت فغمز أوراكها وقال إنها لكبيرة العجز وضرب عثمان فقتله
وقيل الذي قتله كنانة بن بشر التجيبي وكان عثمان رأي النبي تلك الليلة يقول له إنك تفطر الليلة عندنا فلما قتل سقط من دمه علي قوله تعالي { فسيكفيكهم الله } ودخل غلمة لعثمان مع القوم لينصروه وكان عثمان قد اعتق من كف يده منهم فلما ضربه سودان ضرب بعض الغلمان رقبة سودان فقتله ووثب قتيرة علي الغلام فقتله وانتهبوا ما في البيت وخرجوا ثم أغلقوه علي ثلاثة قتلي فلما خرجوا وثب غلام لعثمان علي قتيرة فقتله وثار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى أخذوا ما علي النساء وأخذ كلثوم التجيبي ملاءة من علي نائلة فضربه غلام لعثمان فقتله وتنادوا أدركوا بيت المال ولا تسبقوا إليه فسمع أصحاب بيت المال كلامهم وليس فيه إلا غرارتان فقالوا النجاة فإن القوم إنما يحاولون الدنيا فهربوا وأتوا بيت المال فانتهبوه وماج الناس
وقيل إنهم ندموا علي قتله وأما عمرو بن الحمق فوثب علي صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات قال فأما ثلاث منها فإني طعنتهن إياه لله تعالي وأما ست فلما كان في صدري عليه وأرادوا قطع رأسه فوقعت نائلة عليه وأم البنين فصحن وضربن الوجوه فقال ابن عديس اتركوه وأقبل عمير بن ضابيء فوثب عليه فكسر ضلعا من أضلاعه وقال سجنت أبي حتى مات في السجن
وكان قتله لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين يوم الجمعة

الصفحة 68