كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 70 @
جهم بن حذيفة ومروان بين المغرب والعشاء فأتوا به حائطا من حيطان المدينة يسمي حش كوكب وهو خارج البقيع فصلي عليه جبير بن مطعم وقيل حكيم بن حزام وقيل مروان وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه ثم تركوهم خوفا من الفتنة وأرسل علي إلي من أراد أن يرجم سريره ممن جلس علي الطريق لما سمع بهم فمنعهم عنه ودفن في حش كوكب فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان علي الناس أمر بذلك الحائط فهدم وأدخل في البقيع وأمر الناس فدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل الدفن بمقابر المسلمين وقيل إنما دفن بالبقيع مما يلي حش كوكب وقيل شهد جنازته علي وطلحة وزيد بن ثابت وكعب بن مالك وعامة من ثم من أصحابه قال وقيل لم يغسل وكفن في ثيابه
$ ذكر بعض سيرة عثمان $
قال الحسن البصري دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان متكئا علي ردائه فأتاه سقاءان يختصمان إليه فقضي بينهما وقال الشعبي لم يمت عمر بن الخطاب حتى ملته قريش وقد كان حصرهم بالمدينة فامتنع عليهم وقال أخوف ما أخاف علي هذه الأمة انتشاركم في البلاد فإن جاء الرجل منهم ليستأذنه في الغزو فيقول قد كان لك في غزوك مع رسول الله ما يبلغك وخير لك من غزوك اليوم أن لا تري الدنيا ولا تراك وكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة فلما ولي عثمان خلي عنهم فانتشروا في البلاد وانقطع إليهم الناس وكان أحب إليهم من عمر قيل وحج عثمان بالناس سنوات خلافته كلها وحج بأزواج النبي كما كان يصنع عمر وكتب إلي الأمصار أن يوافيه العمال في الموسم ومن يشكو منهم وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وأنه مع الضعيف علي القوي ما دام مظلوما وقيل كان أول منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدنيا طيران الحمام والرمي علي الجلاهقات وهي قوس البندق واستعمل عليها عثمان رجلا من بني ليث سنة ثمان من خلافته فقص الطيور وكسر الجلاهقات
قيل وسأل رجل سعيد بن المسيب عن محمد بن أبي حذيفة ما دعاه إلي

الصفحة 70