كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 3)

على ضفة البحر في أرض المسلمين فيزعمون أنهم تجار، وأن البحر لفظهم تعبًا ولا يعرف المسلمون تصديق ذلك إلا أن مراكبهم تكسرت ومعهم السلاح ويشكون العطش الشديد فينزلون للماء بغير إذن إمام المسلمين؟
قال مالك: ذلك للإمام يرى فيهم رأيه، ولا أرى لمن أخذهم فيه [خمسًا ولا دال ولا غيره] (¬1)، ولا يكون الخمس إلا فيما أوجف عليه بالخيل والركاب.
ولم يبين في سؤال الملاقاة هل ذلك في بلاد الحرب أو في بلاد المسلمين، ولم يبين أيضًا في السؤال الأول في البحر هل كان معهم السلاح أم لا ولا يبين في السؤال الثاني هل كانت معهم تجارة أم لا؛ فطاشت أحلام ذوي الألباب في تحصيل هذا الباب.
والذي يحصره ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يظهر [معهم] (¬2) دليل التصديق.
والثاني: عكسه.
والثالث: أن يجهل أمرهم.
فالجواب عن الوجه الأول: وهو أن يؤخذوا ومعهم دلائل التصديق؛ مثل أن يلقى [العلج] (¬3) يدعي أنه رسول بعث لأمر بين المسلمين والروم، ومعه مكاتبة [بعثه بها الأمير] (¬4)، أو قال: جئت للفداء، وله في بلاد المسلمين ما يفدي، أو له في بلاد المسلمين قرابة: فإنه يقبل قوله.
وكذلك من وجد منهم على السواحل وزعموا أنهم تجار ومعهم التجارة
¬__________
(¬1) في ب: لمن أخذهم فيه خمس ولا غيرهم.
(¬2) في أ: عليهم.
(¬3) في الأصل: العجل.
(¬4) سقط من أ.

الصفحة 36