كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 3)
وفي البسيط: "وفيه وجهان: تشديد النون لغة قريش، وتخفيفها". فأما مع الألف فلا خلاف في تجويز تشديد النون، وقد قرئ في السبعة {والَّلذَانِ يَاتِيَانِهَا مِنكُمْ}، وأما مع الياء ففيه خلاف: مذهب البصريين أنه لا يجوز التشديد مع الياء. وذهب الكوفيون إلى جواز ذلك، وبه قرأ بعضهم في قوله {رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا}.
وذكر المصنف أن التشديد قصد به التعويض مما حذف من الاسم المفرد في التثنية؛ لأن القياس كان يقتضي أن لا يحذف منه شيء، فكان يقال: اللذيان كما قالوا: الشجيان، لكنهم حذفوا الياء في التثنية، فناسب أن يعوضوا من ذلك المحذوف التشديد في النون. ويحتاج من دعوى هذا إلى دليل.
ولمدع أن يدعي أن هذه الزيادة في النون إنما هي للفرق بين تثنية المبني وتثنية المعرب لا للتعويض من المحذوف؛ كما فرقوا بالحركة بين المعرب والمبني في قبل وبعد، فجعلوا الحركة فيهما إذا كان مبنيين ضمة، وكل واحد من القولين دعوى.
وفي البسيط أقوال في تشديد النون لم شددت، لا يقوم لشيء منها دليل.
الصفحة 26
362