كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

سيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، والمرجعُ صادرٌ عن الفاتيكان بعنوان "الكنيسة والديانات غير المسيحية"، وبه محاضر الجلسات المُخجِلة، الأمرُ الذي يوضِّحُ مدى تمسُّككم باستمرارِ ذلك الموقفِ غيرِ الأمين تُجاهَ الإسلامِ والمسلمين، لعدمِ الاعترافِ به كديانةٍ توحيدية، وسواء اعترفتم أو لم تعترفوا به، فالإسلامُ موجودٌ ومعترَفٌ به من الجميع على أنه الرسالةُ التوحيديةُ الثالثةُ المرسَلةُ للبشر، ورَفضُه أو إنكارُه لا يُدِينُ إلاَّ شخصَكم، ولا يَسَعُ المجال هنا لتناولِ مختلَفِ النقاطِ التي طَرحتموها في تلك المحاضرة، والتي تَزيدُ عن العشرين موضوعًا، وسأكتفي بالردِّ على ما يَخصُّ الإسلام، وهما نقطتان أساسيتان:
ما وصفتم به اللهَ عزّ وجلّ في "المذهب الإسلامي" من أن التصعيدَ المُطلَقَ لله عبارةٌ عن مفهومٍ لا يتفقُ ولا يتمشَّى مع العقل والمنطق، ولا يُمكنُ فهمه، وأن إرادتَه لا ترتبطُ بأيِّ واحدةٍ من فئاتكم المنطقية، ولا حتى فئةِ المعقول؛ وأن سيدَنا محمدًا عليه صلوات الله، لم يأتِ إلاَّ بكلِّ ما هو شرٌّ ولا إنساني، مثل أمرِه بنشرِ العقيدةِ التي يُبشَّرُ بها بالسيف!.

° وأولُ ما يَجبُ توضيحُه هنا هو أن الإسلامَ ليس بمذهب، كما وصفتموه، وإنما دينٌ توحيديٌّ متكامل، شاملُ الأركان، ثابتٌ وراسخ، وخاصةً شديدُ المنطقِ والوضوح، وهو ما يَجذبُ الناسَ إليه، ومجردُ إغفالِ مثل هذه الحقيقةِ يُوصِمُ موقفَكم، ويَكشفُ عن مَدى عَدمِ الأمانةِ العلميةِ والموضوعيةِ التي تتمسَّكون بها!.
ولن أحدثِّكَم هنا عن الإسلام الذي يُمكنُكم دراستُه إن شئتم، لكنني سأسألُكم عن الكتابِ المقدَّس بعَهديه , والذي تَرَون أنه بقِسمَيهِ يتفقُ مع العقلِ والمنطقِ دونًا عن القرآن، مشيرِين في موضع آخَرَ: "أن العنفَ

الصفحة 527