كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

يتعارضُ مع طبيعةِ الله وطبيعةِ الروح، وأن اللهَ لا يُحبُّ الدمَ، والتصرُّفُ بمنافاةِ العقل يُعدُّ ضدَّ طبيعة الله".

° وهنا لا يَسَعُني إلاَّ أن أسألَكم عن كلِّ ما هو واردٌ بالعهد القديم من أمرِ الإله "يهوه" لأتباعِه بإبادةِ كلِّ القُرى وحَرْقِها وذَبحِ الرجالِ والنساء والأطفالِ بحدِّ السَّيفِ، وأَخذِ الذهبِ والفضة .. وفي مكانٍ آخَرَ يطلبُ تعذيبَهم وتقطيعَهم وحَرْقَهم في أفرانِ الطوب .. هل تتمشَّى مثل هذه الآياتِ مع العقل والمنطقِ في نظركم؟ وخاصةً هل تَرَونها تخلُو من الشرّ واللاإنسانية؟! أم هذا هو التسامحُ الذي تُقرُّونه؟!.

° وما هو واردٌ في سِفْر "حزقيال" حين يأمرُه الربُّ أن يأكلَ خبزًا وعليه "خِراءُ الإنسان"، وحينما اشتكى النبيُّ "حزقيال" أَمَره أن يُضيف عليه رَوَثَ البقر! هل يتمشَّى هذا مع العقل والمنطقِ في نظركم؟! وأخجل حقًّا من ذِكرِ بعضِ الإباحياتِ الواردةِ بهذا النصِّ وغيره رَغمَ محاولةِ درئِها بتغييرِها، أو تعديلِها من طبعةٍ لأخرى .. والنصوصُ والطبعات موجودة.

° أما في المسيحية التي تتراَّسون أعلى المناصب فيها، فأبدأُ بسؤالِكم عن تأليه السيدِ المسيح في "مجمع نيقية الأول" سنة 325، رغمَ وجودِ العديدِ من الآياتِ التي يقولُ فيها السيدُ المسيح: إن "الرب إلهنا واحد" (مرقس 29: 12)، "ليس أحدٌ صالحًا إلاَّ واحدٌ وهو الله" (متَّى: 19 - 16) .. "إنِّي أصعدُ إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهِكم" (يوحنا: 17 - 20) .. "للربِّ إلهك تَسجُد، وإياه وحدَه تعبد" (متى: 10: 4)، وما أكثرَ الآياتِ التي يُوضِّحُ فيها أنه إنسان: "أنا إنسانٌ قد كلَّمكم بالحق الذي سمعه من الله، (يوحنا: 40: 8)، كما أن هناك آياتٍ تقول: "هذا يسوع النبي الذي من

الصفحة 528