كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

بعضَ المِصداقيةِ على مخطوطاتِ الترجمةِ اللاتينية، لِيَقُلْ لنا أعداؤنا أيها أصوبُ؛ لأن هناك من الأناجيل بعددِ الاختلافِ بين نصوصِها ,ولماذا لا يَرُوقُهم أن أقومَ بالتصويبِ اعتمادًا على المصادرِ اليونانية لتصويبِ الأجزاءِ التى أساء فهمَها المترجِمون الجهلاء، أو بدَّلوها بسوءِ نيَّةٍ، أو حتى قام بعضُ الأدعياء بتعديلها؟.
وإذا كان علينا دَمجُ المخطوطات، فما يَمنعُ أن نَرجعَ ببساطةٍ إلى الأصولِ اليونانية، ونَبعُدُ بذلك عن أخطاءِ الترجمات السيئة أو التعديلات غيرِ الموفَّقة من جانبِ الذين تصوَّروا أنهم علماء، أو الإضافاتِ التي أدخلها الكَتَبَةُ النعسانين؟ إنني لا أتحدَّثُ هنا عن العهدِ القديم والترجمةِ السبعينيةِ باللغةِ اليونانية التي لم تَصِلْنا إلاَّ بعدَ ثلاثِ ترجماتٍ متتاليةٍ من العِبرية إلى اليونانية، ثم إلى اللاتينية، ولا أودُّ أن أبحثَ هنا ما الذي سيقولُه "أكويلا" أو "سيماك"، أو لماذا آثَر "تيودوسيان" الوسَطَ بين المترجِمِين القدامى والحُدَّاث؟ لذلك سأعتمدُ على الترجمةِ التي يمكنُ أن يكونَ قد عَرَفها الحواريون.

° وأتحدثُ الآن عن العهدِ الجديد، المكتوب بلا شكٍّ باللغةِ اليونانية -فيما عدا "إنجيل متَّى" الذي كان قد استعان أولاً بالعبرية لنشرِه في منطقةِ اليهوديةَ-، إن هذا الإنجيلَ يختلفُ يقينًا عن الذي بَلُغَتِنا نظرًا لتعدُّدِ المصادرِ التي استعانوا بها لتكوينه، وقد آثَرتُ أن أرجعَ إلى نصٍّ أساسيٍّ، فلا أودُّ الاستعانةَ بترجماتِ المدعوَّان "لوشيانوس" أو "هزيكيوس" التي يُدافعُ عنها البعضُ بضراوةٍ عن غيرِ وجهِ حق، واللذان لم يكن مِن حقهما مراجعةُ لا

الصفحة 531