كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

العهدِ القديم بعد ترجمة السبعينية، ولا أن يقومَا بمراجعةِ النصوصِ الجديدة، فالنصوصُ الإنجيليةُ التي وَصَلَتْنا بلغاتِ شعوبٍ مختلفةٍ تُوضحُ مدى الأخطاءِ والإضافاتِ التي بها، وإذا كنتُ قد قمتُ بذلك بالنسبةِ للنسخِ المكتوبة بلُغتِنا، فلابدَّ وأن أعترفَ بأنني لم أستفِدْ منها شيئًا" انتهى.

° ذلك هو حالُ الكتاب الذي تعتبرونه مقدَسًا! وأكتفي بهذا القَدْرِ من الاستشهاد؛ لأن باقيَ النصِّ متعلق بترتيبِ الأناجيل وتبويبها، وكان ذلك في القرنِ الرابع الميلادي، أي أنه حتى ذلك التاريخ لم تكنِ الأناجيلُ المعروفةُ حاليًا قد استَتَبَّ أمرُها، واندَلعت الخلافاتُ بين الكنائسِ لمدةِ قرونٍ طويلةٍ، حتى قامت المؤسسةُ الكَنَسيةُ الكبرى بفَرضِ هذا الكتابِ المقدسِ على الأتباع على أنه نصٌّ منزَّلٌ و"أن مؤلفه هو الله"، وذلك في "المَجمع التريدنتي" سنة 1547، ثم قام "مجمع الفاتيكان الأول" المنعقد في عامي 1869 و 1870 بإعلان أن الكتابَ المقدَس بعهديه "كُتب بإلهامٍ من الروح القدس، وأن مؤلِّفه هو الله، وأنها قد أُعطيت هكذا للكنيسة" .. أما "مجمع الفاتيكان الثاني" المنعقد بعد ذلك بحوالَي تسعين عامًا، ظَهرت خلالَها من الدرساتِ والأبحاثِ التي أطاحت بمصداقيةِ الكتاب المقدس، ما جَعَله يُعلِنُ عن إصحاحاتِ هذا الكتاب المقدس قائلاً: "إن هذه الكُتبَ وإنْ كانت تتضمنُ الناقصَ والباطلَ، فهي مع ذلك شهاداتٌ لعِلمِ تربيةٍ إلهيٍّ حقيقي"!.
تُرى أيها البابا، هل هذا هو المنطقُ الذي تَرَونه حقًّا ومفهومًا؟!.

° ولا تفوتُنا هنا الإشارةُ إلى "ندوة عيسى" التي انعقدت في الولايات

الصفحة 532