كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

منذ عِدَّةِ عقودٍ ولم يُثمِرْ شيئًا، وهو يتضمَّنُ إبطالَ أصل "الولاء والبراء"، ويقتضي المداهنةَ، ولم يَرِدْ به الشرعُ، ولم يَفعَلْه رسولُنا الكريم ولا خلفاؤه الراشدون ولا الأئمة المتبوعون، وليس بيننا وبين النصارى أصولٌ أو نقاطُ التقاءٍ حتى يُتفقَ عليها، وقد كان منهجُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوتهم يتمثَّلُ في الأمور التالية:
(1) الكتابةِ لرؤساء النصارى وعَرضِ الإسلام عليهم.
(2) دعوةِ النصارى لمناظرتِهم وجدالهم بالتي هي أحسن.
(3) طلبِ مباهلتهم.

* وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64].

* وقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].
وبهذا نعرفُ خطأَ بعضِ المفكِّرين في رُدودهم من إثارة الحوارِ والتباكي عليه والسعيِ لتحقيقه.
الرابع: حَقَّق الإسلامُ العَدلَ في حَربه مع خُصومه، وذلك أنه حينما شَرع القتال وضَعَ له آدابًا وضوابطَ وإجراءاتٍ تُهذِّبُه وتَرقَى به عن الوحشية، تتمثل في الأمور الآتية:
(1) يُقسَّمُ الكفارُ إلى قسمين:
1 - محاربين.
2 - مسالِمِين.

الصفحة 543