كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

وربما تساءل البعضُ عن الأسبابِ الكامنةِ في هذه الحملات المتوالية، وربَّما حَمَّل بعضُ الكُتَّابِ إخوانَه المسلمين وِزْرَ هذه الحَملات، نظرًا لِمَا حَدَث من بعضِهم من أعمالِ تفجير وقتل.

° وأقول: إنَّ ثَمَّةَ سرًّا مهمًّا ينبغي ألاَّ نَغفُلَ عنه في بيان السرِّ الحقيقيِّ وراءَ هذه الحَمْلاتِ، ألاَ وهو الانتشارُ الواسعُ لدينِ الإسلام في معاقِل النصرانية، الذي أقَضَّ مضاجعَ الرؤساءِ الدينيين والسياسيين، ممَّا حَدَا ببعضِهم للكلامِ الصريحِ عن ضرورةِ التصدِّي لانتشارِ دينِ الإسلام، وهذه بعضُ الإحصاءاتِ والأخبارِ التي تَشهدُ بها الانتشار:
أ- زيادةُ أعدادِ المساجدِ في دولِ الغرب:
ففي قلبِ أوروبا بدأت أعدادُ المساجدِ فيها تُنافسُ أعدادَ الكنائسِ في باريس ولندن ومدريد وروما ونيويورك، وصوتُ الأذانِ الذي يُرفع كلَّ يوم في تلك البلاد خَمسَ مرات، خيرُ شاهدٍ على أن الإسلامَ يَكسِبُ كل يوم أرضًا جديدةً وأتباعًا جُددًا.
فقد أصبح للأذانِ مَن يُلبِّيه في كل أنحاء الأرض، من طوكيو حتى نيويورك، وعند نيويورك ومساجدها نتوقف، ففي أوقاتِ الأذانِ الخمسِ يَنطلقُ الأذانُ في نيويورك وحدَها في مئةِ مسجد، وبَلغ عددُ المساجدِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ ما يَقرُبُ من (2000) مسجد والحمدُ لله، وترتفعُ في بريطانيا مئذنةُ نحو (1000) مسجد، وتعلو سماءَ فرنسا وحدَها مئذنةُ (1554) مسجدًا ولا تتَّسع للمصلين، وأمَّا ألمانيا، فتقدَّرُ المساجدُ وأماكنُ الصلاةِ فيها بـ (2200) مسجدٍ ومُصَلًّى، وأمَّا بلجيكا فيُوجدُ فيها

الصفحة 547