كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

خارجَ جماعةِ المؤمنين، ولذا فإن التسامُحَ المعروفَ عند المسلمين إنما هو (انتصارٌ مستمرٌّ على ذاتهم)، هو في نهايةِ المطاف تسامُحٌ كاذب، الإسلامُ مُحيِّرٌ لذاتيةِ الفردِ المسلم مع أنه يُطِّورُ القُدرةَ على العمل، إن الأُخوةَ الإسلاميةَ لَبِنَةَ الجماعة، هي فقط قاعد ثقافية ودينية، أساسُها منافق؛ لأنها تُدِيمُ الامساواةَ الصارخة، الإسلامُ منعوتٌ أيضًا كدينٍ عسكري، كدينٍ (مسامح)، مِن هنا أتى الانحرافُ الجنسيُّ الذي يُميَّزه، والحديثُ عن فضائل الرجولةِ المرتبطةِ بالنفسِ العربيةِ، هذه الفضائلُ مِن فخر وبطولةٍ وغَيرةٍ، ما هي غالبًا إلاَّ أشكالٌ من التعويضِ لشعورٍ بالنقصِ أمامَ الآخَرِ الذي هو النقيصةُ الكبرى، ورُعبُ الشخصيةِ الإسلامية.
ويقول عن الإسلام: إنه دين كبير يقومُ على العَجزِ عن نَسجِ علاقاتٍ في الخارج أكثَرَ مما يقومُ على بديهيةِ وحيٍ، وقُبالةَ العطفِ العالمي للبوذية، والرغبةِ المسيحية في الحوار، يتبنى اللاتسامحُ الإسلاميُّ شكلاً لا واعيًا عند المسملين، لأنهم -وإن لم يَسْعَوا دائمًا وبطريقة فجَّةٍ إلى جَذبِ الآخَرِ لتبنِّي حقيقتِهم-، فإنهم مع ذلك -وهذا أخطر- عاجزون عن تحمُّل وجودِ الآخَر كآخر، إن وسيلتَهم الوحيدةَ للبقاء في مأمنٍ من الشك والاحتقارِ هي في عمليةِ إلغاءِ الآخَرِ كشاهدٍ على إيمانٍ آخَرَ وسلوكٍ آخر".

° جاء تحت مادة "جبريل" في "موسوعةِ المعارف الإسلامية"، -وهي النِّتاجُ الفكريُّ لفريقِ الليبراليين من المستشرقين الذين أرادوا أن يُعيدوا كتابةَ تاريخ الإسلامِ من خلال هذه الموسوعةِ بشكل يمتلئُ بالاتهاماتِ الباطلةِ والظالمةِ عن الدينِ الإسلامي وعن نبيِّ الرحمة صلوات الله وسلامه عليه-،

الصفحة 598