كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 3)

أجل ذلك لابدَّ نَقبَلَ خَوضَ المعركة .. وسلاحُنا في ذلك هو العاطفة، وهو تَحدٍّ عقليٌّ وقلبيٌّ مع الغرب، ولكننا سننتصرُ بهما معًا.

* محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - تجسيدٌ للكمال الإِنساني، فاضحٌ لِبَهيميَّةِ الغَرْبِ وانحطاطه:
يَرى البعضُ في الغربِ في شخصيةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نموذجًا متكاملاً لنوعٍ من الكمالِ الإنسانيِّ الذي لا يُمكنُ للغرب بأفكارِه ونظرياتِه وممارساتِه أن يَصِلَ لها، وعند هذا الفريقِ من الغربيين، يُصبحُ القضاءُ على هذا النموذج همًّا حقيقيًّا بذاته.
فكأنَّ حياةَ النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - تُمثِّلُ ذلك الضميرَ الذي يُوخِزُ الغربَ في جَنَباته، وكأنه مِرآةٌ داكنةٌ توضِّحُ لهم بالدليلِ الواقعيِّ مَدى التردِّي الذي وَصَل إليه حالُ الشخصيةِ الغربية نتيجةً لابتعادِها عن النموذج المحمديِّ.

• عن تَميم الداريِّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لَيَبْلُغَنَّ
هذا الأمرُ ما بَلَغَ الليلُ والنهار، ولا يَتركُ الله بَيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاَّ أدْخَلَه هذا الدينَ بعِزِّ عزيزٍ، أوْ بذُلِّ ذليل، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذُلاًّ يُذِلُّ به الكُفرَ" (¬1).

* * *
¬__________
(¬1) صحيح: رواه أحمد في "مسنده" (4/ 103)، وابن حبان في "صحيحه" (1631، 1632)، والحاكم (4/ 430 - 431)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين" .. وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (1).

الصفحة 615