كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

قال فإني لم أعمل خيرًا قط (¬1)، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني ثم ذرُّوني في يوم عاصف. ففعلوا، فجمعه الله - عز وجل - فقال: ما حملَك؟ قال: مخافتك. فتلقاه برحمته» (¬2).
3479 - عن ربعيِّ بن حراش قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تُحدَّثنا ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعته يقول: «إن رجلًا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا متُّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، ثم أوروا نارًا، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذرُّوني في اليم في يوم حار -أو راح- فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له (¬3). قال عقبة: وأنا سمعته يقول.
3480 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان الرجل يُداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت مُعسرًا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا. قال: فلقي الله فتجاوز عنه» (¬4).
3481 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان رجل
¬_________
(¬1) خيرًا قط سوى الفرائض, أو سوى التوحيد فلابد من الإيمان والتوحيد.
(¬2) وهذا يدل على أن الجهل في بعض المسائل التي قد تخفي كعموم القدرة قد تخفي على بعض الناس كهذا الرجل, وحمله على ذلك الخشية والخوف فعذره الله.
(¬3) هذا حديث عظيم, حديث مهم.
(¬4) فيه الحث على السماحة في البيع والشراء والتجاوز عن المعسرين, وفي الحديث الآخر «رحم الله امرؤًا سمحًا ... » وهذا في حدود الشريعة

الصفحة 105