كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

3566 - عن عون بن أبي جُحيفة ذكر عن أبيه قال: «دُفعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة، فخرج بلال فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع الناس عليه يأخذون منه، ثم دخل فأخرج العنزة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إلى وبيص ساقيه، فركز العنزة ثم صلَّى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمرُّ بين يديه الحمار والمرأة» (¬1).
3567 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحدَّث لو عدَّه العادُّ لأحصاه» (¬2).
3568 - عن عائشة أنها قالت «ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسمعني ذلك، وكنت أسبَّح، فقام قبل أن أقضيَ سُبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك يكن يسرُد الحديث كسردكم» (¬3).
قال الحافظ: ... قوله (وكنت أسبح) أي أصلي نافلة، أو على ظاهره أي أذكر الله، والأول أوجه (¬4).
¬_________
(¬1) يعني من وراء العنزة السترة, وفيه التشمير أن ثيابه مشمرة تبدو ساقاه ما كان يطيل الثياب ولهذا قال (ما جاوز الكعبين من الإزار ففي النار).
(¬2) يعني في الغالب كانت خطبة مختصرة حتى يحفظها الناس, وإلا في بعض الأحيان يطول لدعاء الحاجة.
(¬3) مرادها التطويل على الناس لأن الناس يضيعوا مع التطويل.
*قراءة الآيات في الموعظة مرتلة أما سائر كلامه فلا يرتل.
(¬4) قلت: هو صريح عند مسلم ولفظه وعائشة تصلي فلما قضت صلاتها .. فالعجب من الحافظ كيف يغفل عن هذا؟ !

الصفحة 121