كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

24 - باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه
3569 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن «أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة (¬1): يصلَّي أربع (¬2) ركعات فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن، ثم أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلَّي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله تنام قبل أن تُوتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي».
3570 - عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر «سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسريَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة: جاءه ثلاثة نفر قبل أن يُوحي (¬3) إليه -وهو نائم في المسجد الحرام- فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم. وقال آخرهم: خذوا خيرهم فكانت تلك. فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينُهم ولا تنام قلوبهم. فتولاه جبريل، ثم عَرَج به إلى السماء» (¬4).
¬_________
(¬1) غالبًا, وإلا قد يزيد فيصلي ثلاثة عشر ركعة وقد ينقص إلى تسع.
(¬2) ظن بعض الناس أنها مسرودة وليس كذلك بل يسلم من كل ركعتين ويسلم من كل ركعتين.
* صلاة الليل مثنى مثنى, وفي اللفظ الآخر وليصل أحدكم مثنى مثنى, والأربع أقل أحوالها الكراهة وفي جوازها نظر, لكن لو سرد خمسًا أوتر بها لا بأس.
(¬3) هذا من أوهام شريك - رحمه الله -.
(¬4) نعم اللهم صلَّ عليه وسلم.

الصفحة 122