كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

معنا وإداوة غير أنه لم نَسق بعيرًا، وهي تكاد تنضُّ من المِل. ثم قال: هاتوا ما عندكم، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت: لقيت أسحر الناس، أو هو نبيٌّ كما زعموا. فهدى الله ذاك الصَّرم بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا» (¬1).
3572 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء وهو بالزَّوراء (¬2)، فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة».
3574 - عن عبد الرحمن بن مُبارك حدثنا حزم (¬3) قال سمعت الحسن قال: حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مخارجه ومعه أناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضئون. فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير. فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ، ثم مدَّ أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: قوموا فتوضئوا، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه».
3575 - عن أنس - رضي الله عنه - قال «حضّرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم. فأتىَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخضب من حجارة
¬_________
(¬1) الله أكبر, هذا من آيات الله مزادتين يشربون منها كل هؤلاء ثم ترجع كما كانت.
(¬2) الزوراء مكان معروف بالمدينة عند السوق.
(¬3) ابن أبي حزم القطعي.
* رواه عن أنس قتادة وإسحاق بن أبي طلحة والحسن وحميد.

الصفحة 124