كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عديُّ، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال: فإن طالت بك حياة لتريَنَّ الظعينة (¬1) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله -قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دُعار طَي الذين قد سعَّروا البلاد؟ - ولئن طالت بك حياة لتُفتحتن كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترَينَّ الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه لا يجد أحدًا يقبله منه (¬2) ... الحديث ... قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتَّقوا النار ولو بشق تمرة (¬3)، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ... ».
3596 - عن عقبة بن عامر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى على أهل أحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرَطُكم، وأنا شهيد عليكم. إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تُشركوا (¬4)، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها».
¬_________
(¬1) وهذا يُردُّ إلى المحكم, وهنا إنما أخبر خبرًا.
(¬2) وهذا في آخر الزمان يفيض المال حتى لا يقبله أحد, والمعنى يثبت الله الأمن بسبب الجهاد ويذهب قطع السبيل.
(¬3) وفي هذا فضل الزكاة ولو قلّت.
(¬4) هذا للصحابة لما أعطاهم الله من العلم والبصيرة, وإلا الأحاديث الأخرى كحديث «لا تقوم الساعة حتى تضطرب ... إلخ» فيمن بعدهم, فهذا في الصحابة.

الصفحة 130