كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

ملئَ، فجلس وجاهه من الشقِّ الآخر. قال شريك بن عبد الله قال سعيد ابن المسيب: فأولتها قبورهم» (¬1).
3675 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثهم «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أُحد وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبُت أُحد. فإن عليك نبي وصدَّيق وشهيدان» (¬2).
3677 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب -وقد وُضع على سريره- إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجوا أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما (¬3). فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالب».
3678 - عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: رأيت عقبة بن أبي معيط (¬4) جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فوضع إدًا في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28].
¬_________
(¬1) اجتمع الثلاثة وانفرد عثمان.
(¬2) دلالة على أنهما يستشهدان - رضي الله عنه - عنهما عمر وعثمان.
(¬3) يجعله الله معهما, رضي الله عن الجميع.
(¬4) وكان عقبة من أشد الناس عداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - , ولهذا قتله النبي - صلى الله عليه وسلم - صبرًا لشدة عداوته.

الصفحة 145