كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: انطلقوا إلى يهود (¬1)، فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس فقال: أسلموا تسلموا، واعلموا أن الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله».

7 - باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم؟
3169 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما فتحت خيبر أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم (¬2)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجمعوا لي من كان ها هنا من يهود، فجمعوا له، فقال: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم. قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أبوكم؟ قالوا: فلان. فقال: كذبتم، بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت. قال: فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم: من أهل النار؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا. ثم قال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا
¬_________
(¬1) لعلهم بقايا لليهود بقيت منهم لأسباب منه - صلى الله عليه وسلم -، وإلا قد أجلى بنو النضير وبنو قينقاع وقتل بني قريظة. وهذا يدل على أن الواجب إخراج الكفرة من هذه الجزيرة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بإخراجهم، ولهذا قال: (أقركم ما أقركم الله) واستقر الأمر أن الجزيرة لا يجتمع فيها دينان، لكن لو دخل لحاجة، رسول دولته، او لحاجة مؤقتة فلا بأس ثلاثة أيام أو نحوها.
(¬2) خبثهم لا ينتهي، وشرهم لا ينتهي {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ .... }.

الصفحة 26