كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

4281 - عن معاوية بن قُرَّة قال: «سمعت عبد الله بن مُغفل يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة (¬1) على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يُرَجِّعُ، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعَّت كما رجَّع» (¬2).
4283 - «ثم قال: لا يرث المؤمن الكافر، ولا الكافر المؤمن. قيل للزهري: ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب. وقال معمر عن الزهري: أين ننزل غدًا؟ في حجَّته. ولم يقل يونس حجَّته ولا زمن الفتح» (¬3).
4285 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد حُنينًا: منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف (¬4) بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر» (¬5).
قال الحافظ: ... قوله (يرجع) بتشديد الجيم، والترجيع ترديد القارئ الحرف في الحلق (¬6).
¬_________
(¬1) سماه الله فتحًا لما فيه من الخير العظيم ونصر الإسلام.
(¬2) الترجيع: ترداد القراءة ولا بأس به، وإلا الغالب أن يستمر في القراءة، وقام ليلة يرجع آية {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] ومراده هنا يعود إلى الآية {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] يكررها.
(¬3) وهذا قبل إسلام عقيل، وهم أربعة عقيل وطالب وجعفر وعلي، بين كل واحد وآخر عشر سنين، وآخرهم علي.
(¬4) الخيف: أسفل الجبل وما يرتفع عن الوادي وهو محل السلامة من الغرق.
(¬5) نزل فيه يوم الثالث عشر قبل طواف الوداع وهو الأبطح.
(¬6) ما هو بظاهر، المقصود ترديد الكلام.

الصفحة 298