كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

4307، 4308 - عن مجاشع بن مسعود «انطلقت بأبي معبد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُبايعه على الهجرة، قال: مضت الهجرة لأهلها (¬1)، أبايعه على الإسلام والجهاد. فلقيت أبا معبد. فسألته فقال: صدق مجاشع».
4309 - عن أبي بشر عن مجاهد «قلت لابن عمر - رضي الله عنهما -: إني أريد أن أُهاجر إلى الشام، قال: لا هجرة، ولكن جهاد؛ فانطلق فاعرض نفسك، فإن وجدت شيئًا وإلا رجعت» (¬2).
4312 - عن عطاء بن أبي رباح قال: «زرت عائشة مع عبيد بن عمير، فسألها عن العجرة، فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمن يفرُّ أحدهم بدينه إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - مخافة أن يُفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية» (¬3).
4313 - عن مجاهد «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يوم الفتح فقال: إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر: لا يُنفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لِتُنشد. فقال العباس بن عبد المطلب: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنه لابد منه للقين والبيوت. فسكت ثم قال: إلا الإذخر فإنه حلال» (¬4).
¬_________
(¬1) يعني من مكة انتهت والهجرة باقية من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام.
(¬2) المقصود الجهاد «ولكن جهاد ونيّة».
(¬3) قد جاء مرفوعًا في الصحيحين من حديث ابن عباس.
(¬4) هذا معروف متصل فأرسله هنا.

الصفحة 305