كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

4328 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة- ومعه بلال؛ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: أبشر، فقال: قد أكثرت علي من «أبشر». فأقبل علي أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال ردَّ البُشرى؛ فأقبلا أنتما، قالا: قبلنا. ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه، ومجَّ فيه ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا. فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة» (¬1).
4329 - عن عطاء أن صفوان ابن يعلي بن أمية أخبره «أن يعلي كان يقول: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يُنزل عليه. قال: فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به معه في ناس من أصحابه - إذ جاءه أعرابي عليه جُبَّة بعدما تضمخ بالطِّيب؟ فأشار عمر إلى يعلي بيده أن تعال. فجاء يعلي فأدخل رأسه، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - محمرُّ الوجه يغط كذلك ساعة، ثم سُرِّي عنه فقال: أين الذي يسألُني عن العُمرة آنفًا، فالتُمس الرجل فأُتى به، فقال: أما الطيب الذي بك فأغسله ثلاث مرات؛ وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجِّك» (¬2).
¬_________
(¬1) فيه ما أعطاه الله من البركة نفع الله به أم سلمة وأبا موسى وبلال، وهذا أعرابي ومن عادتهم الحرص، وقال: عجِّل، وهذا من حرصه وسوء أدبه.
(¬2) يعني يطوف ويسعى ويقصر أو يحلق، وفيه أن الجاهل لو لبس ممنوعًا لا فدية عليه بل يزيله.

الصفحة 310