كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فإني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رحالكم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. قالوا: يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستجدون أثره (¬1) شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فإني على الحوض. قال: أنس فلم يصبروا».
4333 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف والطلقاء، فأدبروا. قال: يا معشر الأنصار. قالوا: لبيك يا رسول الله، لبيك نحن بيم يديك، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أنا عبد الله ورسوله، فانهزم المشركون، فأعطى الطلقاء (¬2) والمهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئًا. فقالوا: فدعاهم فأدخلهم في قبة فقال: أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبًا لاخترت شعب الأنصار».
4636 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسًا: أعطى الأقرع مائه من الإبل، وأعطى عُيينة مثل ذلك، وأعطى ناسًا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله، فقلت: لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (¬3).
¬_________
(¬1) الأثرة: الظاهر أن معناها ولاة الأمور بعدهم لا يعطونهم كما ينبغي.
(¬2) الطلقاء كانوا ألفين فالمجموع اثنى عشر ألفًا.
(¬3) هذا إخبار بالشيء الذي تخشى عاقبته لو حصل كتمان فهو من باب النصيحة.

الصفحة 312