كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

محلوق الرأس، مشمّر الإزار فقال: يا رسول الله اتق الله (¬1)، قال: ويلك: أولست أحق أهل الأرض أن يتقيَ الله؟ قال: ثم ولّى الرجل، قال خالد ابن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: لا لعلَّه أن يكون يصلي. فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مُقف فقال: «إنه يخرُج من ضئطيء هذا قوم (¬2) يتلون كتاب الله رطبًا، لا يجاوز حناجرهم يمرُقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وأظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل ثمود».
4354، 4353 - عن بكر أنه ذكر لابن عمر أن أنسًا حدثهم عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلّ بعمرة وحجة، فقال أهلّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج، وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة، وكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - هدي، فقدم إلينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بما أهللت، فإن معنا أهلك؟ قال: أهللت بما أهلّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأمسك فإن معنا هديًا» (¬3).
¬_________
(¬1) عفى عنه تأليفًا.
* وهذا يبين أن الرسل يبتلون، ومن ظن أنه يسلم من الناس فهو مخطئ، ولكل نعمة حاسد، والخوارج يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فهم قوم معفوسون.
(¬2) وهم الخوارج.
(¬3) وكان علي قدم بهدي من اليمن، ولهذا أمسك من التحلل.

الصفحة 316